سجلت درجات الحرارة في بعض مناطق المغرب، وأيضاً في جنوب غرب أوروبا وشمال أفريقيا، ارتفاعاً غير مسبوق خلال شهر أبريل الماضي.
ووفقًا لدراسة صادرة عن “إسناد الطقس العالمي”، فإن هذا الارتفاع غير المعتاد يحدث عادةً فقط في شهري يوليوز وأغسطس.
وسجلت درجات الحرارة في عدة مدن بالمغرب، مثل سيدي سليمان ومراكش وتارودانت وورزازات، أكثر من 41 درجة مئوية.
و أوضحت المنظمة المختصة في الأحوال الجوية، أن الأسبوع الأخير من شهر أبريل شهد ارتفاعاً في درجات الحرارة،
في العديد من المناطق بإسبانيا والبرتغال والجزائر بأكثر من 20 درجة مئوية،
بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.
وسجلت المغرب والجزائر رقمًا قياسيًا في درجات الحرارة خلال نفس الشهر.
وأكدت الدراسة أن تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري يتضاعف بمعدل 100 في المائة على الأقل مقارنة بسياق مناخ ما قبل الصناعة،
وأن التغيرات المناخية أدت إلى الارتفاع الشديد والغير طبيعي في موجات الحرارة.
وأفادت الدراسة التي قام بها علماء من المغرب وفرنسا وهولندا وأمريكا وبريطانيا،
بأن التغيرات المناخية الناجمة عن النشاط البشري أدت إلى ارتفاع غير طبيعي في موجات الحرارة،
وأن هذه الحرارة الشديدة والمبكرة لم تكن ممكنة إلا بفعل تلك التغيرات.
وقد حذرت منظمة WWA في دراستها من أضرار هذه الظواهر الجوية غير المألوفة والتغيرات المناخية الخطيرة التي تهدد الإنسانية.
ضحايا درجات الحرارة
وكشفت الدراسة أن الحرارة المرتفعة جاءت مع موجة جفاف تاريخية امتدت لعدة سنوات، مما أثر على المردود الزراعي وندرة المياه،
وأنه على الرغم من عدم وجود بيانات دقيقة حول عدد الوفيات بسبب موجات الحرارة،
فقد تم تسجيل نحو 4000 حالة وفاة في إسبانيا وأكثر من 1000 في البرتغال خلال العام 2022 وفقًا لمنظمة الصحة العالمية،
بينما يموت معدل 262 و250 و116 شخصًا بسبب أمراض مرتبطة بالحرارة في الجزائر والمغرب وتونس كل عام.
في هذا الصدد أشارت الباحثة البريطانية فريدريك أوتو من كلية إمبريال كوليدج إلى،
أن البحر الأبيض المتوسط هو أحد أكثر المناطق تعرضاً لتغير المناخ،
وأن هذه الحرارة الشديدة تزيد من سوء الجفاف الطويل والشديد في المنطقة.
وأكدت الدكتورة فريدريك أوتو، الباحثة البريطانية والمساهمة الرئيسية في إنجاز الدراسة، أن البحر الأبيض المتوسط يعد أحد أكثر المناطق تأثرًا بتغير المناخ،
حيث تواجه المنطقة جفافًا شديدًا وطويلًا، وتزداد سوءًا بسبب الارتفاع المفرط في درجات الحرارة، في وقت تحتاج فيه المنطقة إلى تساقط الأمطار.