أنا الخبر ـ وكالات
كشفت دراسة جديدة لباحثين من مستشفى “جينينتان” في الصين، أنه من بين حالات الإصابة في المستشفيات في ووهان، بؤرة تفشي فيروس كورونا (كوفيد 19) في البلاد ، كان كبار السن الذين يعانون من الإنتان الدموي ولديهم مشكلات في تخثر الدم هم الأكثر عرضة للوفاة بالفيروس.
وسعى الباحثون للمرة الأولى للبحث في دراستهم التي نشرت نتائجها اليوم في دورية “لانسيت” العلمية عن عوامل مرتبطة بزيادة خطر الوفاة بسبب هذا الفيروس. وقد تناولوا عينة من 191 مصابا من البالغين في مستشفيين في ووهان في الفترة من 29 دجنبر إلى 31 يناير الماضيين ، من بين عدد المصابين الذين شملتهم الدراسة، كان 91 شخصا يعانون من الاعتلال المشترك (وجود مرض أو أكثر إضافي إلى جانب الاعتلال الرئيسي)، وكان ارتفاع ضغط الدم هو الأكثر شيوعا (30 بالمائة)، يليه السكري (19 بالمائة) وداء الشريان التاجي (8 بالمائة).
وكان متوسط أعمار المصابين بالكورونا الذين توفوا في هذا العينة هو 69 عاما، في حين كان متوسط أعمار المرضى الذين نجوا هو 52 عاما، وفقا للدراسة. كما أن 53 شخصا من بين 54 شخصا توفوا من هذه العينة قد أصيبوا بقصور في التنفس، في حين أصيب 36 بالمائة فقط من الناجين بهذا القصور، وكانت جميع الحالات التي توفيت من أفراد هذه العينة مصابين بالإنتان الدموي ، لكن 42 بالمائة فقط من الناجين كانوا مصابين به.
وكان الناجون من عينة المصابين بفيروس كوفيد19، الذين خضعوا للرعاية الطبية في المستشفيات قد استمرت قابلية نشر الفيروس لديهم لفترة أطول من المتوسط المتوقع، وهو 20 يوما، حيث تراوحت الفترة بالنسبة لهم من ثمانية إلى 37 يوما، بينما بقي الفيروس قابلا لرصده في أجساد الـ54 مصابا الذين هلكوا من هذه العينة حتى الوفاة.
ويعني استمرار قابلية انتقال العدوى من المصابين لفترة طويلة أنهم من الممكن أن ينشروا الكوفيد19، على الرغم من أن مدة قابلية انتقال العدوى بالفيروس تتأثر بشدة المرض.
وقال الباحثون “لقد كان التقدم في السن، مع ظهور علامات إنتان الدم عند دخول (المستشفى)، والأمراض الكامنة مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري، والاستخدام المطول لدعم التنفس هي عوامل مهمة في وفاة هؤلاء المرضى”.
ومن جهته ذكر تشيبو ليو الباحث المشارك في الدراسة “كبار السن قد يعانون من نتائج أسوأ بسبب، جزئيا، ضعف الجهاز المناعي نتيجة الشيخوخة، وزيادة الالتهاب الذي يمكن أن يعزز التكاثر الفيروسي والاستجابات المطولة للالتهابات، ما يسفر عن أضرار دائمة للأعضاء الرئيسية”.
وخلصت الدراسة إلى أن متوسط مدة الإصابة بالحمى نتيجة الإصابة بالفيروس بالنسبة للناجين أو حالات الوفاة في العينة كان 12 يوما تقريبا، لكن السعال استمر لفترة أكبر، ولا يزال 45 بالمئة من الناجين يعانون من السعال بعد مغادرة المستشفى.
وحذر الباحثون من أن المدة الحقيقية لإمكانية نشر الفيروس بالنسبة لجميع المصابين لا تزال غير واضحة ، بسبب المرض الحاد لهؤلاء الذين شملتهم الدراسة، ومحدودية العينات والبيانات الوراثية التي خضعت للبحث.