يتزايد الزخم داخل الأوساط السياسية الأمريكية نحو اتخاذ خطوة حاسمة تجاه ميليشيا “البوليساريو” الانفصالية، عبر إدراجها ضمن قوائم الإرهاب، في ظل تصاعد التحذيرات من خطورتها على استقرار شمال إفريقيا وارتباطها بجماعات متطرفة تنشط في الساحل والصحراء.
هذا التحول المحتمل يندرج ضمن توجه أمريكي لتعزيز دعم المغرب ومقاربته الأمنية، خاصة في ظل تقارير استخباراتية دولية تؤكد وجود علاقات مشبوهة بين “البوليساريو” وتنظيمات إرهابية، بالإضافة إلى تنسيقها مع جهات مدعومة من إيران كحزب الله، ما يجعلها تهديدا مباشرا للمصالح الأمريكية في إفريقيا.
في السياق ذاته، أكد السياسي الأمريكي الجمهوري جون ويلسون، عضو لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس، خلال لقائه بوزير الخارجية المغربي، التزام واشنطن بشراكتها الاستراتيجية مع المملكة، ملوّحاً إلى الخطر الذي تمثله ميليشيا البوليساريو على أمن المنطقة. تصريحات ويلسون، الذي سبق أن كشف عن تقاطع أجندة الجبهة مع أهداف إيران التخريبية، تعكس توجهاً داخل الكونغرس لدفع الإدارة الأمريكية لاتخاذ موقف صارم.
من جانبه، اعتبر الخبير في إدارة الأزمات شادي عبد السلام أن البوليساريو تجسد “ميليشيا مأجورة” تُنفذ أجندات إيرانية في شمال إفريقيا، متهماً إياها بارتكاب جرائم حرب منذ تأسيسها، ومؤكداً أن مؤشرات تصنيفها كتنظيم إرهابي أصبحت قوية وواضحة في أروقة صنع القرار الأمريكي.
أما الباحث هشام معتضد، فاعتبر أن تجدد دعم واشنطن لمغربية الصحراء لا يُعد مجرد موقف دبلوماسي، بل يعكس تحوّلاً استراتيجياً في العقيدة الأمريكية تجاه المنطقة.
وأوضح أن الضغط المتصاعد من شخصيات داخل الكونغرس، مثل جو ويلسون، قادر على تغيير موازين النقاش داخل المؤسسات الأمريكية، مما يُمهّد لخطوة رسمية في المستقبل القريب.
في حال إقدام الولايات المتحدة على تصنيف “البوليساريو” جماعة إرهابية، فإن ذلك سيُشكل ضربة قوية للطرح الانفصالي، ويمنح المغرب دفعة دبلوماسية كبيرة، كما سيُحرج الداعمين التقليديين للجبهة، وعلى رأسهم الجزائر، التي قد تجد نفسها في موقع الدولة الحاضنة لتنظيم إرهابي.
التعاليق (0)