أنا الخبر ـ متابعة
قال جمال الدين البوزيدي، رئيس العصبة المغربية لمحاربة داء السل والأمراض التنفسية، والطبيب الاختصاصي في الأمراض التنفسية، إن المغرب يجتاز خلال هذه الأيام “وضعية صعبة وحرجة جداً” بعد الارتفاع الكبير في أرقام الإصابات والوفيات، مشيراً أن هذا الوضع يستدعي أقصى درجات الالتزام للسيطرة على الوضع.
البوزيدي وفي حوار مع موقع “القناة الثانية” ضمن فقرة “ثلاثة أسئلة”، أشاد بنجاح الحملة الوطنية للتلقيح مؤكّدا أنها جنبت بلادنا أوضاع أكثر كارثية، غير أنه شدد بالمقابل على ضرورة مواصلة الالتزام بالتدابير الوقائية من طرف الأشخاص الملقحين أيضاً، لأن اللقاح لا يق من خطر الإصابة مجدداً.
كيف تقرؤون الوضعية الوبائية الحالية ببلادنا، مع تسجيل أرقام غير مسبوقة على مستوى الإصابات والوفيات؟
المغرب يعيش الموجة الرابعة من الجائحة، هذه مرحلة حرجة بكل ما للكلمة من معنى، حيث شاهدنا أنه السنة الماضية منذ مارس إلى غشت لم نصل إلى إجمالي 10 آلاف حالة، واليوم نسجّل أزيد من هذه الحصيلة بشكل يومي.
الأرقام مهولة، حيث تبلغ الحالات النشطة 60 ألف والأرقام تقول أنه 20 بالمئة منها ستصل الإنعاش ومصالح العناية المركزة، مما يهدد النظام الصحي الوطني، الأمر الذي نبدو بعيداً عنه لحسن الحظ لحدود اليوم، والفضل يعود أساساً لنجاح حملة التلقيح، التي كانت جد مفيدة.
هل ما يزال الوضع الوبائي مسيطراً عليه أم خرج عن السيطرة؟
ما زال مسيطراً عليه، لكن الأيام القليلة القادمة تستدعي يقظة كبيرة وتعامل بحذر وبمنهجية علمية كما تميزت بذلك المرحلة الأخيرة. الوضعية الوبائية حرجة ومقلقة جداً وإذا لم تطبق الإجراءات الاحترازية، ستكون النتيجة وخيمة، خصوصاً أن بلادنا عرفت دينامية كبيرة خلال الأسابيع الأخيرة مع العطلة الصيفية وعيد الأضحى وعودة أفراد الجالية.
بالإضافة إلى الإهمال وعدم الاكتراث من طرف عدد كبير من المواطنين الذين لا يلتزمون بالإجراءات الاحترازية، بالإضافة إلى القدرات الكبيرة التي يتوفر عليها المتحور الهندي “دلتا” وسرعة انتشاره. بالتالي تبقى الأيام القادمة، مصيرية في الاحتواء على الوضع أو فقدان السيطرة عليه.
ما مدى إسهام حملة التلقيح الوطنية في تفادي سيناريوهات أسوء على مستوى الوضع الوبائي؟
لو كنا نسجّل هذا الرقم خلال بداية الجائحة، لكنا في وضعية خطيرة جداً لكن بفضل حملة التلقيح، تمكننا من حماية الأغلبية الساحقة العرضة لمضاعفات فتاكة وخطيرة، خصوصاً الأشخاص كبار السن أو المرضى بأمراض مزمنة، التي أخذت اللقاح. هنا أشير إلى مغالطة منتشرة بكثرة هي أن الملقحين لا يتعرضون للإصابة بالفيروس، وهذا أمر غير صحيح، حيث أن وظيفة اللقاح هي تخفيف وكبح الفيروس لتكون الأعراض أقل خطورة في الحالات الشرسة. ونجد اليوم أنه على المستوى العالمي، الحالات الحرجة والمتواجدة بأقسام الإنعاش،92 بالمئة، منها تخلّفت عن أخذ جرعات اللقاح.