حفيظ دراجي يهاجم يهاجم الاتحاد الجزائري في التفاصيل،
رغم أنه ظلّ منذ سنوات وفياً لنهج العسكر، الذين يحكمون بلاده بيد من حديد ونار إلى درجة أنه نال لقب “بوق الجنرالات”،
يبدو أنّ المعلق الرّياضي الجزائري “الثرثار” والمثير للجل حفيظ دراجي بدأ “يتمرّد” على أولياء نعمته ويخرج عن الصفّ.
ففي ما وصفه المتتبّعون بأنه “انقلاب” على العسكر، هاجم دراجي الاتحاد الجزائري لكرة القدم” الذي لم يكن يدّخر وسعاً في التنويه بمسؤوليه،
كاشفاً عددا من “الخروقات الإدارية والتنظيمية” و”الفساد المالي” التي تنخر جسم الكرة الجزائرية.
وفي ما يبدو أنه انقلاب للسّحر على السّاحر، ذهب “بوق الجنرالات” إلى حدّ المطالبة بفتح “حزمة” تحقيقات من أجل كشف “مظاهر الفساد”،
الذي يستشري في أروقة الاتحاد الجزائري لكرة القدم، بحسب “بوق” الأمس،
الذي بدأ “يتمرّد” على العسكر، حسب ما يُستنتج من خرجته الأخيرة.
وأقرّ حفيظ دراجي بأنّ “كرة القدم الجزائرية “لا تزال تتخبّط في مشاكلَ إدارية ومالية وتنظيمية على مستوى الهيئة المُسيّرة للعبة والعديد من النوادي منذ سنوات”..
وبحسب “المُنقلب” دّراجي، فقد نتجت عن كلّ هذا “الفساد” ما وصفه بـ”الأضرار الجسيمة” و”التراجع الكبير” و”تعطيل تطور المنظومة الكروية الجزائرية”.
وأبرز أنّ “تراجع دور الرّقابة الإدارية والقانونية خلق فوضى جعلت عددا من الفاعلين يطالبون بفتح تحقيقات في تسيير شؤون الاتحاد الجزائري وبعض الأندية إدارياً ومالياً”.
وجاءت تصريحات “بوق الجنرالات” بشأن “فساد” الكرة الجزائرية في مقال نشره في منصة “عربي بوست”،
ضمن أصوات غيره تطالب بـ”فتح تحقيقات لإماطة اللثام عن صور الفساد التي ظهر أنها تخترق الاتحاد الجزائري لكرة القدم خلال السنوات العشر الماضية”.
سبب هجوم حفيظ الدراجي
وجاء “هجوم” دراجي على الاتحاد الجزائري للّعبة في سياق انخراطه في حملة أطلقها عدد من الأصوات الإعلامية والفنية الجزائرية.
وطالب درّاجي، في مقاله هذا بـ”فتح ستّة تحقيقات، أولها فتح تحقيق في تفاصيل التسيير المالي،
لشؤون الاتحاد الجزائري لكرة القدم خلال السنوات العشر الماضية على الأقل،
على غرار ما يتم في الدوريات الأوروبية والتحقيقات الجارية فيها، لمعرفة كيف وأين صرفت الميزانية،
ولماذا وصلنا في ظرف سنوات إلى الإفلاس والعجز عن دفع رواتب الموظفين في الاتحاد، ورواتب المدربين والفنيين”.
كما دعا إلى “رصد المعوقات وأسباب الفشل الفني والتذبذب المالي في الكرة الجزائرية”،
مطالباً بـ”فتح تحقيق في ما يثار عن تراجع مداخيل الرّعاية رغم تتويج الجزائر بكأس أمم إفريقيا 2019،
والذي كان يمكن أن يكون سبباً في تحصيل عقود أكبر من المعلنين المحليين والعالميين”.
وشدّد “المُتمرّد” على العسكر الحاكمين في قصر المرادية على أنّ “ما حدث هو العكس،
إذ إن الاتحاد الجزائري اضطرّ إلى الاستدانة لدفع رواتب الموظفين”.
كما طالب المُعلّق المثير للجدل بخرجاته الصّبيانية ضدّ المغرب بـ”فتح تحقيق حول مشاريع بناء أربع أكاديميات تابعة للاتحاد الجزائري،
خصّصت لها ميزانيات دون استكمال إنجازها كلها، بل اقتصر الأمر على إعادة تأهيل مراكز تابعة لوزارة الشباب والرياضة كانت موجودة أصلاً”.
وتساءل الدراجي في آخر مثاله “أين ذهب لاعبوها (المراكز والأكاديميات) بعد ذلك؟ ولماذا استفاد منهم فريق واحد حصراً؟
علماً أن التكوين ليس من صلاحيات الاتحادية، بل الأندية، والإشراف على مراكز التكوين يتطلب موارد مالية ضخمة،
ومؤطرين وفنيين وإداريين متخصصين في التربية والتكوين والكرة، وفي تسيير المنشآت”.
ودعا إلى “التحقيق في وضعية مركز سيدي موسى للمنتخبات، وكيف تحوّل عن الغاية من تشييده وكيف ساءت وضعيته خلال السنوات القليلة الماضية؟”..
وقال إنّ “السّوء” الذي انتهى إليه المركز المذكور هو ما دفع جمال بلماضي مدرب المنتخب الجزائري لكرة القدم،
إلى “البحث عن ملاعب أخرى للتدريب وتحضير” منتخبه للاستحقاقات المقبلة.