بقلم: الدكتور أحمد الدرداري
بعد مرور يومين على دخول حالة الطوارئ الصحية في المغرب، و انتشار و تدخل السلطات لاخلاء بعض شوارع المدن من المواطنين المتواجدين بدون مبرر، واقناعهم عن طريق التوعية والتحسيس بأهمية البقاء في المنازل، يمتنع البعض عن الاستحابة للنصائح المفروض احترامها من طرف الجميع لانجاح العملية على الصعيد الوطني، والتقليل من حجم الخسائر البشرية المحتملة، وفي ظل غياب تشريع جنائي استثنائي مختلف عن القانون الجنائي المعمول به في الظروف العادية ومختلف عن القانون العسكري الذي يطبق في الظروف القصوى، لهذا تطرح مسألة الزام المواطنين بالتقيد بقرار البقاء في المنازل ، وكيفية مكافحة العصيان لقرار السلطات القاضي بالبقاء في المنازل لمدة خمسة عشرة يوما؟ .
يعتبر الوعي محددا مهما للتعامل مع خطورة الوباء، ورغم وجود نسبة مهمة من المواطنين استوعبت فكرة التعاطي مع أقل تكلفة لمواجهة الفيروس القاتل المتمثلة في البقاء في المنازل مع التحرك فقط للضرورة واتباع ارشادات الوقاية المسعفة في تجنب الاصابة بالعدوى، الا انه هناك نسبة من المواطنين لا يعيرون اي اهتمام لخطورة الوضع ولا يبالون بالوضعية ولا يقدرون التضحيات التي تقوم بها السلطات من أجل انقاذ حياة المواطنين .
ان هذه الظروف تحتاج الى التعامل بمقاربتين معلمتين ومتواجدين كاختيارين ممكنين في التعامل مع المواطنين الذين يرفضون الالتزام بقرارات السلطات .
– الاختيار القانوني والمؤنسن لقرار السلطات الذي يعتمد على التذكير و المساعدة والتحسيس والتوعية والتنبيه الى الخطر حتى تمر الامور بدون اضرار وتظهر على الجميع روح المسؤولية وانقاذ البلاد من الكوارث.
– الاختيار الثاني ويتمثل في التعامل بالصرامة اللازمة مع الحالات التي تمتنع عن التجاوب مع القرارات والأوامر التي تراعي مصلحة المواطنين ويخالفها البعض، مما يتطلب الامر ايجاد حزمة من القرارات الني تناسب كل حالة شاذة لا تستجيب للمرحلة ولا تكترث بقرار السلطات ولا ترى في الالتزام اية منفعة .
ان انجاح حالة الطوارئ هي مسؤولية الدولة مجتمعة والعقوبات الرادعة ضرورية لمعاقبة كل من تخطى حدود الالتزام بقرار منع التجوال او الخروج للشارع العام دون مبرر او ارتكاب افعال ماسة بالأمن العام او نشر ما يهول المواطنين او معلومات كاذبة او ارتكاب افعال السرقة او غيرها … وعلى الحكومة والسلطات الأمنية ان تعلن عن مجموعة من القرارات التي تنتظر كل من خرج عن توجيهات السلطات في الظروف الاستثنائية التي تمر منها البلاد . فالنجاح في مثل هذه الظروف هو نجاح كل المغاربة ملكا وشعبا وحكومة وسلطات واحزاب سياسية وجمعيات ومنظمات وقطاع خاص واعلام .