جيش “حفتر” يدفع الجيش الجزائري للانسحاب من إحدى النقاط الحدودية وفي التفاصيل،
أثار التحرك الأخير للقوات العسكرية التابعة للجيش الوطني الليبي بقيادة الجنرال خليفة حفتر من الشرق نحو المناطق الجنوبية والغربية من ليبيا مخاوف كبيرة، خاصة في الجزائر.
ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن قوات حفتر تركزت بشكل خاص في محيط مدينة غدامس ومطارها، وبلغت نقطة التماس مع الحدود الجزائرية. وصرح صدام حفتر، نجل الجنرال ورئيس أركان القوات البرية في الجيش الوطني الليبي، بأن هذه التحركات العسكرية تأتي في إطار خطة دولية لحماية الحدود وتعزيز الأمن القومي الليبي.
هذا التحرك دفع الجيش الجزائري، بقيادة الفريق شنقريحة، إلى الانسحاب من إحدى النقاط الحدودية، تجنبًا للمواجهة مع قوات حفتر التي تبدو مستعدة لأي نزاع.
وفي هذا السياق، رأى الدكتور أحمد الدرداري، الخبير في العلاقات الدولية، أن هذا التحرك العسكري الليبي يمثل إنذارًا قويًا للنظام الجزائري، مشيرًا إلى أن حفتر يسعى لاستعادة منطقة تبلغ مساحتها 32 ألف كيلومتر مربع، بناءً على تعهدات سابقة مع القيادة الجزائرية بعد استقلالها من الاستعمار الفرنسي.
وأضاف الدرداري أن النزاع حول هذه المنطقة يعود إلى حقبة الاستعمار الفرنسي، عندما وعدت جبهة التحرير الجزائرية بالتنازل عنها لصالح ليبيا في عهد الملك إدريس السنوسي. إلا أن الجزائر تراجعت عن هذا الوعد بعد استقلالها، وهو ما خلق توترًا مع ليبيا، كما حدث مع دول مجاورة أخرى.
واختتم الدرداري تصريحه بالقول إن قوات حفتر قد تكون على وشك الدخول في مواجهة عسكرية مع الجزائر لاستعادة هذه المنطقة الحدودية، التي تحتوي على موارد طبيعية غنية مثل الذهب والفضة والليثيوم.