أصدرت وزارة العلاقات الخارجية لجنوب السودان، أمس الخميس، بيانا يمكن اعتباره “غير مفهوم وفيه الكثير من الغمود”،بخصوص علاقتها مع “البوليساريو”، معتبرة أن موقفها بإعادة الاعتراف بالجبهة المدعومة من الجزائر، يأتي انسجاما مع القرار 690 للاتحاد الافريقي والأمم المتحدة “كإطار عمل قابل للتطبيق من أجل التوصل إلى حل دائم بشأن النزاع في الصحراء الغربية”، حسب تعبيرها.
وأفادت وكالة الأنباء الجزائرية، الثلاثاء وفق “الأيام”، أن جمهورية جنوب السودان قررت استئناف علاقاتها الدبلوماسية الرسمية مع الجمهورية الصحراوية الوهمية، على هامش الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك بعد أربع سنوات من سحب الاعتراف بها.
وزارة العلاقات الخارجية لجنوب السودان، قالت في بيانها، اليوم، والتي اعتبره متتبعين، كونه يلعب على الحبلين بين المغرب والجزائر، جاء فيه إن “اللقاء الذي جمعها بوفد “الجمهورية الصحراوية” جاء على هامش اجتماع الأمم المتحدة، حيث تم التأكيد على تمسك جوبا بموقف الاتحاد الإفريقي، مع الإشارة بأن الاتحاد يعتبر “البوليساريو” عضوا من أعضائه.
خارجية جنوب السودان، قالت إنها أبلغت السلطات المغربية بأن هذا الاجتماع لا يمكن أن يؤثر على “العلاقات الاستراتيجية” التي تجمع البلدين.
وأشارت خارجية جنوب السودان، إلى أنها “عضو بالاتحاد الإفريقي وبالأمم المتحدة وتود تجديد التأكيد على أنها لا ترى من المناسب أن تكون لها مواقف مناقضة لموقف القرار 690 للاتحاد الافريقي والأمم المتحدة، كإطار عمل قابل للتطبيق من أجل التوصل إلى حل دائم بشأن النزاع في الصحراء الغربية”، حسب تعبيرها.
يشار إلى أن الملك محمد السادس قام بزيارة لجمهورية جنوب السودان، في فبراير 2017، لاقت اهتماما واسعا، باعتبارها الزيارة الأولى لزعيم عربي بارز للدولة التي كانت تعاني عدم استقرار أمني بسبب الحرب، بالإضافة إلى كونها الزيارة الأولى عقب عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، بعد أكثر من ثلاثة عقود لخروجه من هذا التنظيم القاري، احتجاجا على اعتماد جبهة البوليساريو عضوا فيه.
وكان رئيس جمهورية جنوب السودان حينها، سلفاكير ميارديت، بعث في سنة 2018، برسالة إلى الملك محمد السادس، جاء فيها ” بأن “جنوب السودان لم تربطه أبدا، ولا يقيم أي علاقة مع البوليساريو”.
وتابع قائلا “نحترم بشكل كامل سيادة المملكة المغربية ووحدتها الترابية”. وأضاف “نحن لا ندعم أي كيان أيا كانت تسميته، والذي يدّعي وجودا منفصلا عن المغرب”. ولفت إلى أن بلاده تؤيد التوصل إلى حل لقضية الصحراء المغربية تحت رعاية الأمم المتحدة.
يذكر أن نزاع الصحراء، هو نزاع مفتعل مفروض على المغرب من قبل الجزائر. وتطالب (البوليساريو)، وهي حركة انفصالية تدعمها السلطة الجزائرية، بخلق دويلة وهمية في منطقة المغرب العربي.
ويعيق هذا الوضع كل جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى حل لهذا النزاع يرتكز على حكم ذاتي موسع في إطار السيادة المغربية، ويساهم في تحقيق اندماج اقتصادي وأمني إقليمي.