في خطوة أثارت استغراباً واسعاً، أعلنت بريتوريا، السبت 8 مارس 2025، تعيين سفير لها لدى “جبهة البوليساريو“، حيث قدم نسخة من أوراق اعتماده لزعيم الجبهة الانفصالية إبراهيم غالي.

هذا القرار يضع جنوب إفريقيا مجدداً في موقف معادٍ لوحدة المغرب الترابية، ويعزز اصطفافها الكامل مع الجزائر في نزاع الصحراء المغربية.

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تتناقض مع مبادئ القانون الدولي التي تحترم سيادة الدول، إذ اختارت جنوب إفريقيا منح سفيرها مهمة بروتوكولية لدى كيان غير معترف به دولياً، بدلاً من دعم جهود الأمم المتحدة لحل سياسي واقعي. “إنه قرار يعمق العزلة الدبلوماسية لبريتوريا”، يقول أحد المحللين، مشيراً إلى أنه لا يغير من واقع النزاع سوى تأكيد انحيازها.

والمثير للانتباه أن هذا التحرك يأتي في وقت تشهد فيه قضية الصحراء زخماً دولياً لصالح المغرب، مع تزايد الاعترافات بمغربية الصحراء وتكريس مبادرة الحكم الذاتي كحل أوحد، بدعم من قوى عظمى كالولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا، إلى جانب دول إفريقية وعربية افتتحت قنصليات في الأقاليم الجنوبية.

هكذا، تبدو جنوب إفريقيا وكأنها تسير عكس التيار، متمسكة بموقف يراه الكثيرون محاولة لخدمة أجندة جزائرية، فيما يواصل المغرب تعزيز موقفه على الساحة الدولية بثبات وحنكة.

اترك تعليقاً

إعلان مدفوع