يعمل المغرب وتونس على حل خلافاتهما الثنائية بشكل تدريجي وهادئ، ونزع فتيل التوتر بين الجانبين في سياق الأزمة التي نشبت مؤخرا بين البلدين عقب إقدام الرئيس التونسي على استقبال زعيم “البوليساريو” ابراهيم غالي استقبالا رسميا أثار حفيظة الرباط.
وكشف موقع “أفريكا انتليجنس” المتخصص في الشؤون الإفريقية، أن المغرب وتونس يبحثان حل الخلاف الذي اندلع بينهما نهاية غشت الماضي، في أفق عودة العلاقات إلى مجراها الطبيعي، خاصة وأن الدولة التونسية كانت تلزم نفسها بالحياد الإيجابي طيلة عقود في ملف الصحراء المغربية.
وفي خضم المحاولات القائمة لحل الأزمة الثنائية بين البلدين، تكشف المصادر أن الرباط تريد خطوات ملموسة وجدية من طرف تونس من أجل إعادة العلاقات إلى طبيعتها، وبالخصوص في قضية الصحراء المغربية التي تبقى هي السبب الرئيسي للأزمة وما تبعها من خلافات.
وتواصل علاقة البلدين جر تبعات الأزمة السياسية إذ ما زالت العلاقات الدبلوماسية مقطوعة، حيث كانت الرباط قد استدعت سفيرها للتشاور، وهو نفس الأمر قامت به تونس، ولازال السفيران لم يعودا إلى منصبيهما، ما يعني أن البلدين لم يتوصلا إلى حل للخلاف الدبلوماسي.
وتعود أسباب الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وتونس على خلفية استقبال رئيس الأخيرة زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي نهاية غشت الماضي، وفق تقرير لصحيفة “لوموند الفرنسية” إلى إحكام الجزائر سيطرتها على تونس التي هي على وشك الإفلاس المالي.
وتوقعت أن تطول هذه الأزمة بسبب عدم استعداد المغرب للاستسلام بسهولة، واصفة هذا التصعيد بغير المسبوق والجديد على التوازنات الاستراتيجية لمنطقة مَغاربية أضعف استقرارها بالفعل بسبب التصدع الجزائري المغربي.
التأريخ لتفجر العلاقات التونسية المغربية بشكل رسمي، وتبادل البلاغات والبلاغات المضادة بين البلدين، بدت مع إرهاصات الأزمة الممتدة لأكثر من سنتين، وبالتحديد عند السنة التي استفحلت فيه الأزمة الاقتصادية في تونس، وبدأت القيادة الجديدة، تنظر لمحاور علاقاتها الخارجية، كجواب عن الأزمة السياسية والاقتصادية الداخلية.