يشهد مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء، الذي يُعد من بين أكثر المطارات ازدحامًا في القارة الأفريقية، انطلاق مرحلة جديدة وهامة في مسيرة تطوره، وذلك مع البدء في تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع التوسعة الكبرى. يهدف هذا المشروع الطموح إلى تطوير البنية التحتية الحالية للمطار بشكل شامل، وليس بناء مطار جديد بالكامل، وذلك لمواكبة الطلب المتزايد على السفر الجوي وتعزيز مكانة المطار على الصعيدين الإقليمي والدولي.

تتضمن أعمال التوسعة الرئيسية إضافة مبنى جديد للمسافرين، وهو المبنى رقم 3، الذي سيساهم في زيادة الطاقة الاستيعابية للمطار بشكل كبير. بالإضافة إلى ذلك، سيتم توسيع المحطات الحالية لتوفير مساحات أوسع وأكثر راحة للمسافرين، وتحسين انسيابية الحركة داخل المطار. كما يشمل المشروع بناء مدرج جديد للطائرات، ما سيُحسن من كفاءة العمليات الجوية ويقلل من احتمالية التأخير.

من المتوقع أن يُصبح مطار محمد الخامس، بعد اكتمال أعمال التوسعة، من بين أكبر المطارات في أفريقيا من حيث المساحة والخدمات المقدمة للمسافرين.

وقد اتُخذت خطوة حاسمة نحو تنفيذ هذا المشروع الضخم، وذلك بإصدار قرار حكومي بتاريخ 13 دجنبر 2024، يُقرّ بموجبه استملاك مساحات شاسعة من الأراضي لصالح الوكالة الوطنية للمطارات (ONDA).

وشمل قرار الاستملاك أكثر من 190 هكتارًا من الأراضي التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط (OCP)، و703 هكتارات تابعة لوكالة الإسكان والمعدات العسكرية (ALEM)، بالإضافة إلى 16 هكتارًا من الأراضي التابعة للدولة.

من المُنتظر أن تبدأ الأعمال الإنشائية في المشروع قريبًا، ومن المُقدر أن تستغرق حوالي أربع سنوات لإنجازها. يشمل المشروع إنشاء بنية تحتية حديثة ومتطورة، تهدف إلى زيادة القدرة الاستيعابية للمطار بشكل ملحوظ، ما يُمكنه من استقبال أعداد أكبر من المسافرين في المستقبل.

لا تقتصر أهمية هذه التوسعة على زيادة الطاقة الاستيعابية للمطار فحسب، بل من المتوقع أيضًا أن تُساهم في تعزيز قدرة المغرب على استيعاب أعداد متزايدة من المسافرين في السنوات القادمة، ما سيدعم قطاع السياحة والاقتصاد الوطني بشكل عام.

ويهدف المشروع أيضًا إلى تعزيز مكانة مطار محمد الخامس كمركز رئيسي للنقل الجوي في أفريقيا، وتحديث خدماته لتواكب أحدث المعايير الدولية في مجال الطيران المدني. من شأن هذه التحديثات أن تُعزز من دور المغرب كمركز استراتيجي هام في مجال النقل الجوي على مستوى القارة الأفريقية، وتُساهم في تسهيل حركة التجارة والسفر بين المغرب وباقي دول العالم.

اترك تعليقاً

إعلان مدفوع