ماذا حدث بين السفيرين المغربي والجزائري بإثيوبيا..، في التفاصيل ففي مشهد مُشين لم يعد ممكناً متابعته إلا في قارّتنا المسكينة، خصوصا في اجتماع من هذا المستوى،
شنّ أحد مُمثلي جبهة “البوليساريو”، أثناء اجتماع مشترك بين لجنة الممثلين الدائمين للاتحاد الإفريقي والبرلمان الإفريقي، هجوماً على المغرب ومُؤسّساته.
وكان يُفترَض أن تُناقَش خلال هذا الاجتماع، الذي نُظّم يومي 19 و20 دجنبر المنصرم في أحد فنادق مدينة جوهانسبرج الجنوب إفريقية،
مسألة التعاون بين البرلمان الإفريقي ولجنة الممثلين الدائمين للاتحاد الإفريقي.
ورغم أنه تلقّى “صفعة” كفيلة بأن تُذكّره بحجمه، فقد استغلّ الفرصة من أجل “لتشويش” على محمد عروشي، سفير المغرب في الاتحاد الإفريقي.
وقد تعامَل محمد عروشي، السّفير الممثل الدّائم للمغرب لدى الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لإفريقيا،
التابعة لهيأة الأمم المتحدة، في الفترة الأخيرة مع هذا الأمر بما يجب من اللياقة الحقيقة بدبلوماسي من قيمته.
وبينما كان يُفترَض أن يلتئم في الاجتماع الممثلون الذين يعملون سفراءَ لدى الاتحاد الإفريقي وعموم نواب إفريقيا،
والذي تمحور الموضوع المُحدّد في جدول أعماله، الطرق والوسائل الكفيلة بتعزيز التعاون بين البرلمان الإفريقي واللجنة المشار إليها،
خصوصا في ما يرتبط بالشّؤون المالية والخدمات اللوجستية، تسلّل هذا الدّخيل وحاول “التشويش” على مناقشات المجتمعين.
وتَحيّن هذا المرتزق الفرصة ليتسلّل إلى الاجتماع، الذي ترأسه كلّ من رئيس البرلمان الإفريقي ورئيس الاتحاد الإفريقي خلال هذه السنة،
وتحديدا ممثل السّينغال، الذي لا يحقّ حتى حضور الاجتماع، بالنظر إلى أنه ليست له صفة تؤهّله لذلك، الفرصة ليشنّ هجوماً على المغرب ويتحرّش بمؤسّساته وبوحدته الترابية.
وقد ظهر هذا المرتزق، الذي لم يظهر له أثر خلال الاجتماع، فجأة في لحظة عرض خلاصات اللقاء،
ليهجم على المغرب مُتلفّظاً بوابل من الشّتائم التي تفضح مستواه.
وطبعاً، وقف محمد عروشي لهذا المُشوّش، الذي لا حق له ولا صفة يُؤهّلانه لحضور الاجتماع،
وردّ له الصّاع صاعين وأوقفه عند حدوده وحدود مَن دفعوا به ليمارس هذه الفوضى،
مستغلا عدم معرفة رئيس الاتحاد الإفريقي مَن يكون أو ماذا يفعل في الاجتماع ليطلب الكلمة
ويبدأ فوراً في شنّ هجومه المسموم، الذي تجاوز ممثل المغرب،
ليحاول المساس بالمملكة ومؤسّساتها.
السفيرين المغربي والجزائري.. لسيت المرة الأولى
وليست هذه المرّة الأولى يقوم يشنّ فيها هذا المرتزق هجوماً من هذا القبيل، بل هي المرة الثالثة.
فقد سبق له خلال اجتماع مغلق لوزراء العدل، ثمّ خلال قمّة الاتحاد الإفريقي الأخيرة،
إذ وجّه سهام نقده لانتخاب المملكة المغربية عضواً في مجلس السلم والأمن.
لكنّ استفزازه هذه المرّة كان أقوى، إذ حاول جاهداً تشويه سمعة ممثل المغرب في محاولة بائسة أظهرت ضحالته وقهره
جرّاء النجاحات التي ما فتئت المملكة تُحقّقها في مثل هذه المحافل.
وقد بادر ممثل المغرب إثارة انتباه الحاضرين في الاجتماع إلى ضرورة العودة إلى الموضوع الوارد في جدول أعماله،
مطالباً رئيسَ الاجتماع بإيقاف هذه المهزلة، لا سيما أنّ شتائم هذا المُتطفّل المرتزق الذي لا صفةَ له في حق المملكة بعيدة كلّ البعد عن الموضوع المطروح للنقاش.
وقد حاول الرّئيس وضع حدّ للفوضى التي أحدثها هذا المرتزق، الذي واجه ذلك بتصعيد تهجّمه على المملكة،
ما جعل المنظمين يحولون دونه ودون إيصال شتائمه الصّبيانية عبر ميكروفون الجلسة.
وقد عبّر رئيس الاتحاد الإفريقي في وقت لاحق عن امتعاضه واستنكاره لهذا التصرّف الأخرق،
مُشدّداً على أنه لم يكن يظنّ أن هناك شخصاً بمقدوره التفوّه بألفاظ من هذا القبيل في حقّ دولة كاملة العضوية في الاتحاد الإفريقي.
ومن جانبه، ورغم أنه ممّن يساندون الانفصاليين في أطروحتهم التي أكل عليها الدّهر وشرب،
فقد صرّح ممثل إحدى الدول التي تعادي الوحدة الترابية للمملكة إنّ “البوليساريو فقدت احترامنا، كما فقدت كلّ مصداقية”، إن كانت لها شيء من المصداقية أصلا.
ويشار إلى أن هذه الاستفزازات التي كان “بطلها” هذا المرتزق (ويدعى محمد يسلم بيسط)
جاءت كردّ فعل يائس على التدخّلات الموفّقة والمُميَّزة لمحمد عروشي خلال هذا الاجتماع. فقد حظيت تدخّلات سفير المغرب بإشادة واسعة من السّفراء والنواب الأفارقة.
وتطرّق عروشي للإنجاز الاستثنائي والتاريخي لـ”أسود الأطلس” في المونديال القطري،
وحثّ نظراءه من هذا المنطلق على على “الاستثمار في الرّأسمال البشري للشباب في إفريقيا”.
وتبقى الإشارة إلى أنّ هذا هو العام الخامس الذي يمثّل فيه محمد عروشي المملكة في الاتحاد الإفريقي،
بينما عيّن نظام العسكر الجزائري خلال الفترة ذاتها ثلاثة سفراء فشلوا جميعاً في مسايرة نجاحاته، ما يفسّر لجوء حكّام المرادية،
الذين يتحكّمون في صنيعتهم “البوليساريو”، إلى أسلوب البلطجة وتجييش المرتزقة في محاولة للتشويش على ما يقدّمه ابنُ مدينة طنجة لبلده في هذه المحافل.