أنا الخبر ـ آشكاين
يبدو أن المشاكل الداخلية التي تشهدها الجزائر خلال هذه الفترة، بعد إجهاض آمال الجزائريين الذين خرجوا في مظاهرات سلمية هزت كل قرى ومدن بلد “المليون شهيد”، لم تنسي جنرالات هذا الاخير “العداء المطلق” للمغرب ومعاكسة مصالحه الاستراتيجية، حيث أعلنوا التصعيد مرة أخرى ضد المملكة المغربية، على خلفية العملية الناجحة التي نفدتها على مستوى الكركرات.
جاء ذلك، في جريدة “الشروق” المحسوبة على النظام الجزائري حيث هدد مصدر وصفته بـ”السامي”، المغرب بـ”حرب وهجوم عسكري كاسح”، واصفا المملكة المغربية بـ”العدو الواقعي” لدولة الجزائر، مضيفا أن “القوة العسكرية للجزائر غير قابلة للمنافسة في المنطقة، بحكم الفارق الشاسع في موازين القوى، وسيكون من المجازفة الحمقاء الاقتراب من حدودها الترابية”.
المصدر “الرفيع”، حسب ذات الصحيفة، كشف أن “الجزائر تضبط مقاربتها الجديدة اتجاه قضية الصحراء، باعتبارها تمثل قضية سياديّة تتعلق أساسا بالعمق الأمني الاستراتيجي لإقليمها الوطني”، مشيرا أنه “لم تعد هذه القضية مقتصرة على كونها مسألة مبدئية ترتبط بتقرير المصير، بل تتعلق بصيانة مصالحها العليا وحماية أمنها الإقليمي”.
واعترف المسؤول الجزائري، أن بلده طرف أساسا في النزاع، قائلا “يستحيل الوصول إلى أي حل للنزاع، وتحت أي صورة، دون مشاركة مباشرة للجزائر كطرف رئيس معني في المنطقة بالصراع وآثاره”، مشيرا إلى أن الجزائر “لن تقبل أي مبادرة مستقبلا تتعامل معها بصفة المراقب، ما يستوجب حضورها الفعلي على طاولة التفاوض بين البوليساريو والمغرب”.
المتحدث ذهب بعيدا في تصريحه للجريدة الموالية للمخابرات الجزائرية، حين شدد على أنه “يستحيل فرض أي حلّ خارج الإرادة الجزائرية وتصوّرها وشروطها”، لافتا إلى أن الجزائر ستعمل على أن “يبقي الوضع على ما هو عليه، ولن تغيره المناورات والتحالفات والتواطؤات مهما كان مصدرها وأطرافها”.
ومن الواضح أن الدينامية التي شهدتها وزارة الخارجية المغربية؛ تحت إشراف عاهل البلاد، أزعجت جنرالات الجزائر، حيث كشف المسؤال المذكور أن “الدولة الجزائرية مستاءة جدا من الإمارات العربية المتحدة”، التي فتحت قنصلية لها في الصحراء المغربية، معبرا ذلك “انخراطا في استفزاز الجزائر”، وفق المصدر ذاته.