أنا الخبر ـ متابعة
قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، اليوم الأربعاء، إن الإغلاق التام لطرق الهجرة لن يتحقق أبدا، لكنه أشار إلى استفادة جزر الكناري، المحاطة بمياه المحيط الأطلسي، من الاتفاقات المبرمة بهذا الخصوص مع المغرب.
وأشار ألباريس، بعد أن التقى برئيس تلك المنطقة الإسبانية الواقعة قبالة الساحل المغربي، أنخيل فيكتور توريس، إلى أن الأرخبيل لا يمكنه إدارة ظاهرة الهجرة بمفرده لأن هذا يمثل “زيادة أحمال بالنسبة للجزر”.
وتابع: “لا يمكننا السماح بأن يصبح المحيط الأطلسي مقبرة لمئات الأشخاص”، مشيرا إلى أن هدف المرحلة الجديدة من العلاقات مع المغرب، منذ أبريل الماضي، هو “القضاء على عصابات المافيا التي تتاجر بالبشر”.
ويعد الطريق إلى جزر الكناري، المعروف باسم “الطريق الأطلسي”، أخطر مسارات الهجرة غير النظامية من إفريقيا إلى أوروبا، مع تسجيل ما يقرب من 1500 حالة وفاة في عام 2021.
وأوضح ألبارس أن وصول المهاجرين غير النظاميين إلى جزر الكناري انخفض بنسبة 80% تقريبا في أبريل مقارنة بالشهر نفسه من 2021، وأشار إلى العمل المشترك لوزارتي الداخلية الإسبانية والمغربية الذي بدأ يؤتي ثماره.
لكن المسؤول الإسباني حذر من احتمال تفاقم الوضع خلال الفترة المقبلة، خاصة في منطقة الساحل، حيث يمكن أن يكون لارتفاع تكلفة الحبوب، وبالتالي شح الغذاء، تداعيات خطيرة يمكن أن تؤدي إلى ضغوط، ما قد يدفع أشخاصا يسعون إلى حياة أفضل إلى الهجرة.
وحول الموقف الإسباني الجديد من قضية الصحراء المغربية، الذي أكدته الاتفاقية الجديدة بين الرباط ومدريد، بعدما قبلت إسبانيا اقتراح الرباط للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، صرح الوزير بأن هدف إسبانيا هو “المساعدة في تفكيك صراع استمر نصف قرن ومطروح دائما في إطار الأمم المتحدة”، بتعبيره.
وفي هذا الصدد، أشار ألباريس إلى أن إسبانيا هي المانح الرئيسي للذين يعيشون في مخيمات تندوف، على التراب الجزائري، وأكد أنها “ستظل كذلك”.
وشدد وزير الخارجية الإسباني على أن زيارته اليوم إلى جزر الكناري، حيث سيحضر أيضا الاحتفال بيوم إفريقيا في منطقة لاس بالماس، تمثل “بداية حوار طويل ودائم” مع إحدى المناطق الإسبانية التي تتمتع بـ”منظور أوروبي وأفريقي ولاتيني”.