تسريب تقرير أمريكي سري يصدم الجزائر و البوليساريو في التفاصيل،
صفعة قوية إضافية تلقتها مخابرات نظام العسكر الجزائري وصنيعته الانفصالية إثر تسريبات من تقرير أمريكي حول قضية الصّحراء المغربية.
وخلّفت التسريبات من هذا التقرير، الذي أعدّه “مركز بروكينغ للسياسة الخارجية الأمريكية”،
صدمة قوية لـ”كابرانات” الجارة الشّرقية ومرتزقة “البوليساريو” في هذا الظرف الحسّاس الذي تشهده المنطقة حالياً.
وممّا ورد في التقرير، الذي جاء بعنوان “أمريكا ملزمة بإنهاء ملف الصّحراء في مجلس الأمن الدولي لصالح المغرب”، أن المملكة “حليف تقليدي، ومنذ عقود كثيرة، لأمريكا.
وتابع التقرير ذاته أن ما عمّق علاقات المغرب وأمريكا “اتفاق أبراهام” التاريخي، الذي وقعه المغرب مع إسرائيل،
الذي طوّر علاقات البلدين، تجارياً وصناعياً وعسكرياً وثقافياً، إلى مستويات أعلى بين البلدين.
وذهب بعض المتتبعين إلى أنه تمّ تسريب التقرير بقصد من قبَل أجهزة تابعة لبلدان حليفة للمملكة المغربية،
ردّاً على الموقف الأخير للبرلمان الأوروبي ضدّ المصالح الإستراتيجية للمغرب.
وسيصبح لزاماً على الولايات المتحدة، بحسب التقرير -تحالف مع شركائها الدّوليين- الدّفع بقوة نحو إنهاء هذا النزاع المُفتعَل والقديم،
عبر الطرح المنطقيّ المغربي، المتمثل في تمتيع الإقليم بحكم ذاتي تحت السّيادة المغربية.
الجزائر خارج الحسابات الأمريكية
وأبرز التقرير ذاته أن “أمريكا” كانت دوما تؤيّد مواقف المغرب السّياسية في المحافِل الدولية ومجلس الأمن،
وأن اعترافها بالسيادة المغربية على الصّحراء لبّ وجوهر هذا التوافق القوي بين الدّولتين.
في غضون ذلك، يعدّ هذا الملف مكلّفاً للمغرب، سياسياً وعسكرياً، ويمتصّ من الميزانية العامّة ملايير الدولارات،
وكلّ ذلك ليس كافياً، بحسب تقرير المركز، لإيجاد حلّ لقضية الصّحراء المغربية بين أروقة مجلس الأمن الدولي، لصالح المملكة.
في سياق آخر، أكد التقرير أن المملكة المغربية تعدّ “نموذجا خاصا على مستوى منطقة الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا في علاقتها مع أبنائها من الدّيانة اليهودية”.
وتابع المصدر ذاته أن “الثقافة اليهودية تمثل جزءا مُهما من التراث المغربي، كما هو وارد في دستوره، واليهود -حتى لو كانوا إسرائيليين- يظلون قانونياً رعايا للملك محمد السادس وتحت حمايته المباشرة”.
كما صادق المغرب، على كافة الاتفاقيات الدّولية التي تكفُل حماية الأمن الرّوحي للأقليات الدينية، بل عمل على تنزيلها على أرض الواقع،
وفق ما أكّدت تقارير سفارة الولايات المتحدة في الرباط”، يتابع المصدر نفسه.
وأفاد التقرير أيضاً بأن المملكة تبنّت مواقف أمريكا في عدة أحداث سياسية دولية،
ناهيك عن كون أجهزة الأمن في المغرب كانت دوما وطوال عقود، “وفيةً للتعاون الأمني والاستخباراتي مع الأجهزة الأمريكية”.
وشمل هذا التعاون، بحسب تقرير المركز المذكور، على الخصوص ملفات محاربة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود.
كما شمل مجال الاقتصاد، إذ “وجدت شركاتنا دعماً كبيرا من السلطات المغربية،
وكانت لها الأسبقية في الاستثمارات الكبرى داخِل المملكة”، وفق ما جاء في التقرير.