تحديات النقل في المغرب قبل كأس العالم 2030: إصلاح قطاع سيارات الأجرة بين الضغوط والمتطلبات الدولية وفي التفاصيل، يواجه المغرب تحديًا كبيرًا في قطاع النقل بسيارات الأجرة مع اقتراب تنظيم كأس العالم 2030، حيث تزداد الضغوط لتحسين جودة الخدمات بما يتماشى مع المعايير التي تفرضها الفيفا لضمان تجربة نقل آمنة ومريحة للجماهير العالمية.
أزمة سيارات الأجرة في المغرب: تقادم وتحديات تنظيمية
يعاني أسطول سيارات الأجرة في المغرب، سواء الصغيرة أو الكبيرة، من مشكلات متعددة تشمل تقادم المركبات، غياب وسائل الدفع الإلكتروني، وانخفاض مستوى الراحة والأمان. الطاكسيات الكبيرة، على وجه الخصوص، تواجه مشكلات الاكتظاظ وسوء ظروف النقل، مما يضع الحكومة أمام تحدٍ مزدوج يتمثل في تحديث القطاع دون الإضرار بمصدر رزق آلاف العاملين فيه.
خطط الحكومة لتحديث القطاع: مركبات جديدة أم دعم مالي؟
تفكر وزارة النقل والجهات المختصة في حلول جذرية، تشمل استبدال سيارات الأجرة القديمة بمركبات حديثة مثل مرسيدس فيانو وفورد تورنيو، على غرار تجارب جنوب إفريقيا والبرازيل خلال مونديالي 2010 و2014.
ومع ذلك، يواجه هذا المقترح رفضًا واسعًا من السائقين وأصحاب الكريمات الذين استثمروا مؤخرًا في سيارات جديدة، ويطالبون بتعويضات عادلة قبل أي عملية استبدال.
التطبيقات الذكية: حل مستقبلي أم تهديد للمهنة؟
بالتوازي مع ذلك، يزداد الجدل حول دور التطبيقات الذكية للنقل مثل إندرايف وياسر، التي تعد غير قانونية رسميًا في المغرب، حيث تواجه حظرًا وحجزًا للمركبات غير المرخصة. لكن بالنظر إلى مرونتها ووسائل الدفع الإلكتروني التي توفرها، فإن هذه الخدمات قد تصبح حلاً لا غنى عنه خلال تنظيم كأس العالم.
وتدرس الحكومة منح تراخيص مؤقتة لهذه التطبيقات خلال كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، خصوصًا في المدن الكبرى مثل الدار البيضاء، مراكش، طنجة، وأكادير، التي يُتوقع أن تستقبل أعدادًا كبيرة من الزوار.
الحكومة تحت ضغط الزمن والفيفا تراقب
الملف بات أولوية قصوى على طاولة الحكومة المغربية، حيث تعمل بالتنسيق بين وزارات الداخلية والنقل والمالية للوصول إلى تسوية ترضي جميع الأطراف. ومع ذلك، فإن التأخير في اتخاذ قرارات حاسمة قد يؤثر على صورة المغرب كدولة مضيفة، خاصة أن الفيفا تتابع عن كثب استعدادات النقل ولن تتهاون مع أي عوائق قد تعرقل تنقل الجماهير خلال البطولة.
يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن الحكومة من تحقيق توازن بين تحسين خدمات النقل وحماية مصالح العاملين في القطاع؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف عن الإجابة.
تعليق واحد
تعليقات الزوار تعبّر عن آرائهم الشخصية، ولا تمثّل بالضرورة مواقف أو آراء موقع أنا الخبر.
بالتو فيق انشاء الله