بقلم: جعفر الحر
تكالبت أصوات نشاز من الحاقدين على الدولة المغربية بعد إقدام شخص مختل عقلي، بشهادة أفراد أسرته ووثائق طبية تؤكد خضوعه للعلاج النفسي وأنه كان نزيلا في مستشفى للأمراض النفسية والعصبية في وقت سابق، على ارتكاب جريمة قتل بشعة في حق امرأة مسنة من جنسية فرنسية بسوق بمدينة تزنيت، ومحاولة قتل أخرى بكورنيش أكادير، محاولين النيل من سمعة المؤسسة الأمنية والتبخيس من تضحيات أفرادها الجسام لحماية الوطن والمواطنين، مفصحين بذلك عن حقد دفين يملأ قلوبهم نحوها بعدما أبانت عن يقظة وفعالية في إحباط مخططاتهم للنيل من الوطن.
جريمة يمكن أن تقع في أي مكان في العالم وفي أي وقت لاستحالة توقعها وتفاديها، لأنه ببساطة من الصعب توقع تصرفات شخص مختل عقلي، مثلما وقع قبل سنة من الآن حين قام مختل عقليا فرنسي يبلغ من العمر 48 سنة بقتل ثلاثة دركيين وجرح رابعا بقرية سان جوست قرب كليرمون فيران في وسط فرنسا، وقبل ذلك أعلنت السلطات الألمانية أن الشخص الصومالي منفذ عمليات الطعن في مدينة فورتسبورغ شمالي ولاية بافاريا، والتي أسفرت عن مقتل 3 أشخاص على الأقل، وإصابة 6 آخرين، مختل عقليا ويخضع للعلاج النفسي، وعشرات الحوادث مثلها تقع في دولة كأمريكا.
هؤلاء الذين اعتادوا الركوب على آلام الناس ولم يراعوا حرمة الموت وألفوا النباح عند كل حادث، لم يتوانوا عن توجيه سهام النقد، بل هي سهام الحقد على رجال الأمن، بعد الحادث، وبالمقابل لم نسمع لهم همسا عندما راح فرد من الأمن المغربي ضحية لجريمة بشعة مشابهة في سوق بمدينة آسفي نهاية شهر ماي من السنة الفارطة، وكأن دمه حلال وليس كل الدم حرام في مِلَّتهم، مما يظهر حقارتهم وخستهم في تمييزهم بين الضحايا، فهناك دم يخدم اجنداتهم ويستغلونه في ترويج دعايتهم المغرضة ضد الدولة المغربية، ودم آخر حلال من المستحب إراقته، وهؤلاء هم دعاة الإرهاب الحقيقي.