أنا الخبر ـ متابعة
بعد ظهوره اللافت كأحد أبرز الوجوه التي ترقّبت وسائل الإعلام والدبلوماسيات الأجنبية خرجاته الصارمة منذ اندلاع الخلاف المغربي – الإسباني، في أعقاب انتشار خبر تورط مدريد والجزائر في إلحاق زعيم البوليساريو ابراهيم غالي بمؤسسة استشفائية على الأاراضي الاسبانية تحت اسم مستعار، حاولت وسائل إعلام مختلفة رسم بورتريه يعكس شخصية وزير الخارجية المغربي، خاصة الاسبانية منها، نظرا لما لمسته من صرامة في طرق تعامله مع هذه الخلافات، وقدرته على الاهتمام بكل تفاصيلها، وتمكّنه من مواجهة الدبلوماسية الاسبانية بحججه الدامغة التي دفعت مدريد إلى اتخاذ جانب الحيطة في تعاملها مع المغرب، وهو ما أكدته بلاغاتها المتواترة، التي لم تحمل هجوما على المغرب، بقدر ما حبلت بعبارات مضطربة، حاولت بها اسبانيا تبرير سقطتها الدبلوماسية.
وحسب ما أوردته صحيفة “إلباييس”، فإن لدى صناع السياسة في اسبانيا والجزائر، سيبقى ناصر بوريطة هو الرجل الذي قاد الدبلوماسية المغربية ليبلغ بها أعلى المستويات، بتمكنه اقناع الرئاسة الأمريكية بقرار الاعتراف بمغربية الصحراء يوم 10 دجنبر 2020، أياما قليلة قبل تنحي الرئيس الامريكي دونالد ترامب، وصعود الديمقراطي جو بايدن، الذي لم يتعاطَ بشكل سلبي مع هذا الملف، مع أنه أقدم في الوقت ذاته على إبطال أغلب القرارات السابقة التي فرضتها جكومة الجمهوري ترامب.
واعتبرت الصحيفة، أن خلفية بوريطة التي تضعه في مصاف الأطر التكنوقراط المغاربة المنخرطين في الشأن الوزاري، وعدم انتمائه لأي حزب سياسي، مكّنه من الخوض في العمل السياسي دون أن تقع جهوده تحت دائرة تقييم أي تيار إديولوجي بالمملكة، وجعله صوتا مسموعا من طرف جميع التيارات، ولا يحتاج إلى دعم جهة منها، أو انتقاد من الجهة الأخرى ليقوم بعمله الجبار الذي أسس له منذ 30 عاماً، وهو الذي يقول:” أنا أجهد نفسي في العمل من أجل بلدي منذ كان عمري 25 عاما”.
كما أفادت الصحيفة، أن بوريطة الذي يتحدث 3 لغات، وهو ابن ضابط في الجيش المغربي، أسس لشخصية فريدة بسبب تدرجه في أقسام التعليم العام، حيث تختلط جميع طبقات المجتمع، ما يُمكّن التلميذ المتوقد البصيرة، من تأسيس وعي سياسي متقدم جرّاء احتكاكه بأصناف مختلفة من التلاميذ، ويقربه من مكامن الخلل في المجتمع، هذا ما جعله أهلاً للتقلب في مناصب رفيعة بوزارة الخارجية المغربية، قبل أن يحظى بفرصة تزعمها، هذه الوزارة التي يقول عنها :” في هذه الوزارة تعلمت عناصر اللغة السياسية، وأن أكون دقيقًا ومتطلبًا ومختصرًا لأن الدبلوماسية تفرض ذلك”.
ولم تُخف الصحيفة اعترافها بقطع بوريطة للطريق أمام اسبانيا والجزائر، بخصوص أطماعهما في الصحراء المغربية، وذلك حين أقدم سنة 2019، على إطلاق مشروع يتسم بالرمزية، لكن له مرامي سياسية بالغة الأهمية، وهو تشجيع دول العالم على فتح قنصليات لها في مدينتي العيون والداخلة، دون أن يُخل بقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بملف الصحراء المغربية. (المصدر: آشكاين)