أنا الخبر | Analkhabar ـ و.م.ع
واجهت بورصة الدار البيضاء صعوبات في إيجاد توجه واضح منذ عدة أسابيع، حيث تم تسجيل تأرجح بين الارتفاع والانخفاض، وذلك بالرغم من إصدار نتائج نصف سنوية مشجعة إلى غاية الآن.
ورغم تمكنه من خفض خسائره السنوية إلى 9,6 في المائة (عند إغلاق جلسة 19 شتنبر)، بعدما بلغ ذروة أدائه السلبي بنسبة 12 في المائة في يوليوز، لا يزال مؤشر “مازي” متذبذبا في سياق يتسم بحجم تداولات ضعيف.
وفي هذا الصدد، أبرز محللو شركة “ماروجيست”، المختصة في تسيير هيئات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة، وفرع شركة البورصة “Maroc Services Intermédiation” بنسبة 100 في المائة، أنه “منذ عدة أسابيع، تجد بورصة الدار البيضاء صعوبة في اختيار مسار جديد.
فالمستثمرون، الذين تنقصهم الثقة، ما زالوا مترددين على الرغم من السياق المتسم بمؤشرات نصف سنوية مطمئنة أصدرتها الشركات المدرجة بالبورصة”.
وبالفعل، ففي شهر غشت الماضي، تمكن مؤشر “مازي” من تحقيق طفرة بفضل أداء شهري نسبته 2,6 في المائة، ما أدى إلى تراجع في انخفاضه السنوي إلى 9,2 في المائة عند متم الشهر.
وفي هذا السياق، أوضح فريد مزوار، المدير التنفيذي لـ (FLMarkets) أنه “يبدو خلال هذه الفترة أن رقم المعاملات استعاد هيمنته بفضل نصف سنة جيد على مستوى المداخيل بارتفاع نسبته 14,5 في المائة في رقم المعاملات الإجمالي برسم النصف الأول من السنة”.
وبعدما استحضر منحى بورصة الدار البيضاء منذ شهر غشت، أوضح الخبير في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الارتفاع في المداخيل النصف سنوية يعكس بالخصوص تأثير العودة التدريجية للسياق الصحي إلى الحالة الطبيعة، ولاسيما على مستوى السياحة والنقل.
كما أن الارتفاع المسجل خلال شهر غشت الماضي ي عزى إلى كون تقييم أكثر اعتدالا حل محل النظرة التشاؤمية الأولى للمستثمرين في البورصة، وذلك بفضل انخفاض أسعار المواد الأولية والنفط خلال هذا الشهر.
وأورد السيد مزوار أن التشاؤم الأولي للمستثمرين كان مدفوعا “بالقلق بشأن التسييل النقدي لجزء من مكاسب الرأسمال لأنه بين 18 مارس 2020 و10 فبراير 2022، ارتفع مؤشر “مازي” بنسبة 55,8 في المائة.
وعلاوة على ذلك، يعكس الانخفاض السنوي البالغ نسبة 9,2 في المائة بالفعل ضعف الموسم الفلاحي، واحتمال ارتفاع أسعار الفائدة والإفراط الضريبي المحتمل على قطاعات معينة في سنة 2023 “.
لكن، وبعد هذه الطفرة، يبدو أن “مازي” يعرف حالة تذبذب بتغير قدره حوالي زائد 0,5 في المائة في شتنبر.
ووفقا للمدير التنفيذي لـ (FLMarkets)، فإن الأنظار متجهة صوب اجتماع بنك المغرب، المرتقب في 27 شتنبر الجاري، مع توقعات بارتفاع أسعار الفائدة الرئيسية عبر سوق السندات.
وبالفعل، فخلال جلسة المناقصة للأسبوع الماضي (13 شتنبر)، ارتفع معدل 5 سنوات بحوالي 30 نقطة أساس إلى 2,65 في المائة، أي إلى أعلى مستوياته منذ شهر أبريل 2019.
ووفقا لمركز التجاري للأبحاث، فإنه “يبدو أن المستثمرين أدرجوا بالفعل سيناريو الزيادة في سعر الفائدة الرئيسي خلال الاجتماع المقبل حول السياسة النقدية لبنك المغرب، وذلك في سياق تضخمي متسم بانخفاض الطلب على سندات الخزينة”.
من جهة أخرى، وعلاوة على اجتماع بنك المغرب، أكد السيد مزوار أن بعض المستثمرين العازفين عن المخاطرة يترقبون إصدار النتائج النصف سنوية المفصلة.
بورصة الدار البيضاء.. ماذا عن الآفاق؟
أكد المدير التنفيذي للشركة الرائدة في مجال التحليل المالي بالمغرب، أنه “مع الإبقاء على اليقظة، لاسيما عند تحليل الأرباح نصف السنوية وتطور الهوامش بعد تحقيق مداخيل جيدة خلال النصف الأول من السنة، فإننا في (FLMarkets) نحافظ على تفاؤلنا ومساهمتنا بنسبة 100 في المائة في سوق الأسهم لأننا ما زلنا في منطقة نمو اقتصادي، لاسيما على مستوى الأنشطة غير الفلاحية (توقع زائد 3,5 في المائة في سنة 2022)”.
وسجل أن أفضل حماية ضد التضخم هي الاستثمار في الأصول الحقيقية مثل أسهم المصدرين، بمن فيهم أولئك الذين برهنوا على جودة قوتهم التسعيرية خلال النصف الأول من هذه السنة.