أنا الخبر ـ آشكاين
مزارعو ضيعات العرجة بفيجيج أراضيهم، عشية أمس الأربعاء، مخلفين عبارات “الحسرة والحزن” على جدران منازلهم التي آوتهم لعشرات السنين وضمت أجيالا متلاحقة من أبناء المنطقة.
وتعليقا على هذا الأمر، قال محمد العماري، الناشط الحقوقي بالمنطقة: “غادر فلاحو وملاك أراضي وحقول وضيعات منطقة العرجة حقولهم للمرة الأخيرة عشية الأربعاء 17 مارس 2021، متحسرين حانقين وغاضبين، وبكل مشاعر الحزن والتوتر”.
وأضاف المتحدث في تصريحه لـ”آشكاين”، أن ” ملاك الضيعات عبروا خلال مغادرتهم، أنها لم تكن خوفا من الاعتقال أو الشهادة أو من السلطات الجزائرية، ولا حتى من ما قد يترتب من عقوبات من قبل السلطات المغربية، ولكنهم يغادرونها حفاظا على أمن واستقرار البلد، وحتى لا يزيدوا الطين بلة في التوتر القائم في العلاقات المغربية الجزائرية”.
موردا “أنهم لا يريدون أن يكونوا سببا في شرارة قد تؤثر في العلاقة بين البلدين والشعبين، وذلك حفاظا على سلامة الوطنين، الجزائري والمغربي، وكي لا يضيفوا أية قشة بعير تكسر ظهر العلاقات المغربية الجزائرية”.
وتابع العماري، أن “ملاك ومزارعي الضيعات غادروا وقد خلفوا وراءهم عبارات تعبر عن كل ما يخالجهم من حسرة وتوتر، غير أن كل العبارات كانت مسالمة، وتوكل الأمر إلى الله وإلى ذوي المسؤولية والواجب في الحفاظ على حقوقهم”.
“وفي نفس الوقت”، يضيف محدث “آشكاين” كانت “هذه العبارات كلها أمل أن هذه الأرض ستبقى لهم، وأن المنتظم الدولي والسلطات الجزائرية والمغربية ستتعقل وستصل إلى حل يمكن الطرفين من الحفاظ على علاقتهما، وفي نفس الوقت ستمكن الفلاحين من استغلال أراضيهم ومن حقهم في الاستثمار فيها”.
وتوصلت “آشكاين” من مصادر محلية، بصور وفيديوهات توثق اللحظات الأخيرة لمغادرة ملاك ومزارعي ضيعة العرجة، وهم يوثقون في مشاهد مؤثرة، معبرين عن “حزنهم وحسرتهم لضياع أراضيهم التي ظلوا يستغلونها لعقود طويلة”.
جدير بالذكر أن القوات الأمنية والدرك الملكي المغربي، شكلا، صباح اليوم الخميس 18 مارس الجاري، حاجزا أمنيا كبيرا في الطريق المؤدية إلى ضيعات العرجة لمنع المزارعين المغاربة من الوصول إليها، بعد وصول الموعد المحدد الذي أعطته الجزائر لإخلاء المنطقة من الساكنة.
يأتي هذا بعدا خرج ملاك ضيعات قصر سليمان بمنطقة العرجة إقليم فيجيج، للاحتجاج، منذ الجمعة 12 مارس الجاري، بعدما تم طردهم من طرف الجيش الجزائري من أراضيهم التي يستغلونها منذ عقود الذي يستعد لضمها إلى التراب الجزائري، ومنحهم آخر أجل اليوم الخميس 18 مارس الجاري، لإخلاء المنطقة من مملتكاتهم ونخليهم التي تعد بعشرات الآلاف.