أنا الخبر ـ هسبريس
تجدّدت التظاهرات في مخيمات تندوف الواقعة فوق الأراضي الجزائرية احتجاجا على فساد “سجون البوليساريو”، بعد تهريب أبناء مسؤولين معتقلين على خلفية تهم القتل العمد بسجن الذهيبية.
وتظاهر عشرات الصحراويين تزامناً مع تخليد ذكرى قيام “الجمهورية الوهمية”، منددين بتواطؤ قيادة “البوليساريو” في عملية تهريب أعضاء من عصابة إجرامية مدانة بالقتل العمد من أشهر معتقلات “البوليساريو”.
ويتعلق الأمر بسجينين محكوم عليهما بالإعدام؛ الأول له قرابة عائلية مع ما يسمى بسفير “البوليساريو لدى الجزائر”، عبد القادر الطالب عمر، والثاني ابن عم “وكيل الجبهة” حرمة ولد حيمد.
ورفع المحتجون شعارات تطالب بمحاسبة المسؤولين عن تهريب أقرباء قيادة “البوليساريو” من السجون، في وقت يزج بكل المطالبين بالتغيير والغاضبين من سياسة إبراهيم غالي في السجون.
وأظهرت مقاطع “فيديو”، يتداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، انتشار ميليشيات مسلحة تابعة لجبهة “البوليساريو” في مخيمات تندوف لمواجهة الاحتجاجات المتزامنة مع الذكرى الـ44 لإعلان “الجمهورية المزعومة”، والتي انطلقت نهاية الأسبوع.
وذكر منتدى “فورساتين” لدعم أنصار الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية المغربية أن التعزيزات الأمنية في مخيمات تندوف تعيد إلى “الأذهان انتفاضة 1988 بالمخيمات”، مشيرا إلى أن جبهة “البوليساريو” قامت باستدعاء ميليشياتها بالنواحي العسكرية.
وجاءت هذه التطورات، وفق المصدر ذاته، بعد “إفشال الاحتفالات بالمخيمات من طرف المحتجين الذين اعترضوا مسيرات نظمتها قيادة البوليساريو”.
قمع النشطاء الصحراويين يأتي على بعد أيام قليلة من فضح منظمة العفو الدولية “أمنستي” للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان لجرائم “البوليساريو” بالجزائر.
وقالت المنظمة الدولية إن “الجبهة تقاعست، كما في الماضي، عن ضمان محاسبة المسؤولين عن ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في المخيمات التي تديرها فوق التراب الجزائري، وتقديمهم إلى العدالة”.
وأكدت “العفو الدولية”، في تقريرها السنوي، أن قيادة “البوليساريو” “عملت على إخراس الأصوات المنتقدة لسياساتها، وتكميم الأفواه الغاضبة بالقمع والاعتقال والمحاكمات”.
أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، كان قد أدان بدوره، في تقريره إلى مجلس الأمن، في أكتوبر 2019، الانتهاكات الخطيرة والممنهجة لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف.
وتطرق الأمين العام إلى المظاهرات والمسيرات والاعتصامات التي تضاعفت في مخيمات تندوف، احتجاجا على الحصار والإجراءات المقيدة لحرية الحركة والتنقيلات التي تفرضها “البوليساريو” في المخيمات.