من كان يظن أن اعتراف جنوب إفريقيا بالبوليساريو سيكون وبالا عليها؟
ففي سنة 2005، قررت بريتوريا الاعتراف بالبوليساريو ظنا منها أن المغرب سيتقوض وبأن الظروف مواتية لقلب الآية لصالح الجزائر،
التي خرجت من عشرية الإرهاب ودخلت آنذاك في بحبوحة مالية بفضل ارتفاع أثمنة النفط مطلع الألفية الثالثة.
لكن خاب أمل كل من جنوب إفريقيا والجزائر، إذ على العكس من تلك التوقعات زاد عدد الدول التي انضمت للشرعية الدولية،
وسحبت اعترافها بالبوليساريو، بل هذه الدول توجد معظمها بجوار جنوب إفريقيا !!
وهذا ما أوضحه الوزير المغربي ناصر بوريطة ( على هامش ندوته الصحفية رفقة وزيرة خارجية بلجيكا)،
حين قال أن ما حدث منذ سنة 2005 ( سنة اعتراف بريتوريا بصنيعة الجزائر)، هو إقدام 20 دولة على سحب اعترافها بالبوليساريو،
منها 10 دول إفريقية، بما في ذلك سبع دول في جوار بريتوريا، وأن “لا شيء تغير”،
على الرغم من انضمام جنوب إفريقيا إلى مجلس الأمن ثلاث مرات منذ سنة 2005 (في 2007 و2011 و2019).
وأضاف بوريطة وفق “أنفاس” أن “جنوب إفريقيا ترى كيف أن نصف القارة الإفريقية، أي 23 دولة،
فتحت قنصليات لها بالأقاليم الجنوبية، بما في ذلك عدة دول من جوارها المباشر ومنطقتها”، مشيرا إلى أن 90 دولة، من بينها بلجيكا،
وما يقرب من 10 دول أوروبية أخرى، تعبر اليوم عن موقف إيجابي في ما يتعلق بمخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب سنة 2007.
وخلص الوزير إلى القول إنه “من بين هذه الدول التسعين، هناك 30 دولة إفريقية تتبنى نفس الموقف الإيجابي”،
مشيدا بالمقاربة “البناءة” التي يعتمدها الاتحاد الإفريقي بشأن ملف الصحراء.