تتوالى الضربات الدبلوماسية على النظام العسكري في الجزائر، حيث أصدرت بريطانيا تحذيرًا جديدًا لمواطنيها، داعية إياهم إلى تجنب السفر إلى هذا البلد الذي يشهد عزلة متزايدة. وجاء هذا القرار بعد تصعيد فرنسي غير مسبوق ضد الجزائر، ليضاف إلى سلسلة المواقف الدولية التي تعكس تدهور الأوضاع الأمنية هناك.
وقد أعلنت وزارة الخارجية البريطانية، في بيان حديث، تحذيرًا يشمل 69 دولة حول العالم، بينها الجزائر، مشيرة إلى مخاطر تتعلق بالأمن والسلامة. وبرزت الجزائر كواحدة من الدول الأكثر خطورة في القائمة، مع توصية صريحة بتجنب السفر إلى جنوبها، خاصة ضمن نطاق 30 كيلومترًا من الحدود مع ليبيا وموريتانيا ومالي والنيجر وتونس. وفي المقابل، استثنت بريطانيا المغرب من هذا التحذير، مؤكدة بذلك استقراره كوجهة آمنة.
وأكدت الخارجية البريطانية أن هذا التحذير يأتي في ظل تقارير متزايدة عن تهديدات أمنية، لاسيما بعد حادثة اختطاف مواطن إسباني في جنوب الجزائر، كشفت عنها وزارة الخارجية الإسبانية قبل أسابيع. ووفقًا لصحيفة “إل باييس”، نفذت جماعة إسلامية مسلحة عملية الخطف، حيث تم نقل الرهينة إلى مالي بعد أن أطلق الخاطفون سراح مرافقيه، مما يعزز المخاوف من تصاعد نشاط الجماعات المسلحة في المنطقة.
ويُظهر هذا التطور مدى تفاقم التحديات التي تواجه الجزائر، حيث يبدو أن النظام العسكري يفقد تدريجيًا قبضته على الأوضاع الداخلية، مما يعمق عزلته دوليًا ويعرض سمعته لمزيد من التآكل في ظل تحذيرات متكررة من دول كبرى مثل بريطانيا وإسبانيا.