أنا الخبر ـ الأسبوع
بعد شهور ستصبح العاصمة “عضوا” في العواصم التي أحدثت خطوطا للنقل الحضري بواسطة عربات “التليفريك”، وهي عربات “فضائية” تسير بالطاقة الكهربائية (الصورة)، وإن كنا لا نحلم بتجربتها الناجحة في عدة عواصم عالمية، فإننا نطمح للسير في نهجها، اعتبارا للمستقبل الواعد لهذا النوع من النقل الذي سيفرض حضوره في العقود المقبلة.
والإنجاز الجديد هو تكملة لمخطط النقل الحضري في العاصمة، الذي أقره المشروع الملكي في ثلاثة مراحل: الطرامواي والطوبيسات الجديدة، وأخيرا “التيلفريك” بالنسبة للتنقل الحضري الداخلي، أما الجهوي والوطني والدولي، فمنه من اكتمل، كمحطات القطار والقطار فائق السرعة، بتصاميم وتجهيزات تقنية حديثة، والمطار الذي فتح محطاته لأكبر الطائرات ومن مختلف العواصم بدلا من اقتصاره في السابق على خط واحد بين الرباط وباريس، وكذا من النقل الطرقي ما هو في طور الإنجاز كالمحطة الطرقية التي ستكون فريدة في تصميمها وخدماتها وسعتها على المستوى الإفريقي.
غير أن السؤال المطروح: كيف يمكن الحفاظ على هذه المكتسبات؟ وكيف يمكن تطويرها حتى نلتحق بالعواصم والمدن التي سوت كل مشاكل النقل؟ والحمد لله، ها أنتم تتفرجون في كل اجتماع للمنتخبين حيث لا يجتمعون إلا ثلاث مرات في السنة، وفي كل دوره “يدورونها بونية” و”يفتحون ويشقون” رؤوس بعضهم البعض حتى أن المستعجلات صارت تعلن حالة الطوارئ كلما اجتمع منتخبونا لاستئناف “مبارياتهم”، ولو لم تكن المشاريع الملكية التي أنجزها الملك لعاصمة ملكه، لكانت الرباط اليوم في الترتيب الأخير لعواصم العالم الثالث.
ونعود إلى مشروع عربات “التليفريك”، ورجاؤنا هو إعفاء المنتخبين من كل اختصاص له علاقة بالنقل، وفرض عليهم من ميزانيات مجالسهم نسبة معينة تقتطع من نفقات التسيير لصيانة كل مرافق القطاع الحيوي تحت مراقبة المجلس الأعلى للحسابات، والعمل على توسيع مجال التنقل بـ”التليفريك”، فهو نقل الأجيال القادمة، مع وضع مصلحة خاصة لتنظيم خطوطه وشرطته ومحطاته التي ينبغي أن تكون مجهزة بمواقف لسيارات الأجرة والحافلات لضمان ربطه بشبكة النقل الحضري.