انقطاع شامل للكهرباء في إسبانيا والبرتغال.. مجموعه تعلن مسؤوليتها

شهدت إسبانيا والبرتغال، أمس الإثنين، حالة من الشلل التام بعد انقطاع شامل ومفاجئ للتيار الكهربائي، أغرق البلدين في ظلام دامس وأدى إلى توقف شبه كلي لمظاهر الحياة اليومية.

توقفت حركة القطارات والطائرات، وانقطعت شبكات الاتصالات، وتعطلت الخدمات العامة والمؤسسات الحيوية في العاصمة الإسبانية مدريد ونظيرتها البرتغالية لشبونة، وسط حالة من الذهول والقلق بين المواطنين.

وفي تطور خطير يزيد من تعقيد الموقف، أعلنت مجموعة قرصنة إلكترونية روسية تُطلق على نفسها اسم “العاصفة الظلامية” مسؤوليتها عن الهجوم. وقالت المجموعة في تدوينة عبر حسابها على منصة “إكس” (تويتر سابقاً): “اليوم، نجحنا في إغراق دول الحلف في الظلام”، في إشارة واضحة إلى دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ما أثار حالة استنفار لدى الأجهزة الأمنية في أوروبا والغرب عموماً.

وفي أول رد رسمي، كشف المكتب الوطني للأمن السيبراني في إسبانيا أنه باشر تحقيقاً شاملاً ويقوم حالياً بجمع الأدلة التي قد تدعم فرضية تعرض البلاد لهجوم إلكتروني منظم استهدف البنية التحتية الكهربائية. وأضافت الجهات المختصة أن التحقيقات تشمل مراجعة الشبكات وأنظمة الحماية المعلوماتية في كافة المناطق المتضررة.

من جهتها، نفت السلطات البرتغالية والأجهزة المختصة في الاتحاد الأوروبي صحة الادعاءات التي نشرتها المجموعة الروسية، معتبرة أن أسباب الانقطاع لا تزال “قيد التحري”، وأنه من المبكر إصدار أحكام نهائية دون نتائج التحقيقات الفنية.

وتثير هذه الحادثة، التي تُعد من الأكبر في تاريخ أوروبا الحديث من حيث نطاق التأثير وعمقه، تساؤلات جدية حول قدرة الأنظمة الأوروبية على التصدي للهجمات السيبرانية، لا سيما في ظل التوترات الدولية المتصاعدة بين روسيا ودول الغرب.

ويترقب الشارع الأوروبي تطورات التحقيقات الرسمية، في حين دعت عدة دول أوروبية إلى عقد اجتماعات أمنية عاجلة لبحث تدابير تعزيز حماية البنى التحتية من التهديدات الإلكترونية المتصاعدة.