يشهد المحيط الأطلسي الاستوائي حاليًا انخفاضًا ملحوظًا في درجة حرارة سطحه، وهي ظاهرة تعرف بـ “نينيا الأطلسي”.
وتحمل هذه الظاهرة الطبيعية تداعيات مناخية واسعة النطاق، ومن المتوقع أن يكون لها آثار مباشرة على منطقة شمال إفريقيا، بما في ذلك المغرب.
التأثير المباشر على الأمطار الصيفية:
أظهرت الدراسات والإحصائيات أن التبريد الذي يشهده المحيط الأطلسي الاستوائي يساهم في دفع الفاصل المداري نحو الشمال.
هذا التحول في الفاصل المداري يعني زيادة فرص هطول الأمطار الصيفية في منطقة شمال إفريقيا، بما في ذلك المغرب.
ويرجع ذلك إلى أن الهواء الرطب القادم من المحيط الأطلسي يتحرك شمالًا مع الفاصل المداري، مما يزيد من احتمالية تكون السحب وهطول الأمطار.
تأثير على بقية الصيف:
من المتوقع أن يؤدي هذا التبريد في المحيط الأطلسي إلى تخفيف حدة الحرارة خلال الفترة المتبقية من فصل الصيف في المنطقة. فقد تشهد بعض المناطق انخفاضًا في درجات الحرارة مقارنة بالأعوام السابقة، مما قد يؤدي إلى قدوم جبهات باردة مبكرة.
التأثيرات المحتملة الأخرى:
بالإضافة إلى التأثيرات المباشرة على الأمطار ودرجات الحرارة، يمكن أن يؤدي انخفاض حرارة المحيط الأطلسي إلى تغييرات أخرى في أنماط الطقس، مثل:
- زيادة في سرعة الرياح: قد تزداد سرعة الرياح في بعض المناطق، مما قد يؤدي إلى حدوث عواصف ترابية.
- تغيرات في أنماط الأمواج: قد تتغير أنماط الأمواج في المحيط الأطلسي، مما يؤثر على الصيد والسياحة.
- تأثير على الزراعة: يمكن أن تؤثر التغيرات في أنماط هطول الأمطار ودرجات الحرارة على المحاصيل الزراعية.
إن انخفاض حرارة المحيط الأطلسي الاستوائي وظهور ظاهرة نينيا الأطلسي يعد حدثًا مناخيًا هامًا، ومن المتوقع أن يكون له آثار كبيرة على منطقة شمال إفريقيا، بما في ذلك المغرب.
ومن المتوقع أن يشهد المغرب زيادة في هطول الأمطار الصيفية وانخفاضًا في درجات الحرارة خلال الفترة المتبقية من الصيف، مع العلم أن ظاهرة “النينيا” تجلب أمطار غزيرة على غرب أوروبا بالخصوص كبرطانيا و فرنسا و البرتغال و شمال إسبانيا لكن لا تؤثر على المغرب بشكل دائم.
ومع ذلك، يجب إجراء المزيد من الدراسات لتحديد التأثيرات الدقيقة لهذه الظاهرة على المدى الطويل.