يبدو النظام الحاكم في موريتانيا في الآونة الأخيرة كأنه يطبخ شيئاً ما في الكواليس مع انفصاليي “البوليساريو“،
بعدما خصّص، في ظرف أسبوع واحد استقبالَيْن رسميين لممثلي لها في العاصمة نواكشوط.
وكان اللقاء الأول مع الرّئيس ولد الشّيخ الغزواني، الذي استقبل “مسؤولا” في الجبهة الانفصالية سلّمه رسالة من إبراهيم غالي.
وتسلّم الغزواني خلال هذا اللقاء، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الموريتانية، رسالة من زعيم الانفصاليين، الذي وصفته بـ”فخامة الرّئيس”.
ولم تفتْ هذه الصّيغة التي أوردت بها وكالة الأنباء الموريتانية قصاصتها المتتبّعين للشّأن المغاربي، والذي سجّلوا أنّ ذلك يعدّ “سابقة” في المُؤسّسات الرّسمية الموريتانية.
فقد كانت الوكالة المذكورة تكتفي بتسمية زعيم الانفصاليين “الأمين العامّ” لجبهة البوليساريو”، بخلاف صيغتها الأخيرة.
كما أوردت الوكالة ذاتها أن الرّئيس الموريتاني تسلّم الرّسالة المشار إليها ممّا وصفته بـ”معالي الوزير -المستشار بالرئاسة -المكلف بالشؤون الدبلوماسية” (محمد سالم ولد السالك).
وتابعت أن اللقاء بين “فخامة الرّئيس” ولد الشّيخ الغزواني و”معالي الوزير -المستشار بالرئاسة -المكلف بالشؤون الدبلوماسية” استعراض علاقات التعاون بين “البلدين الشقيقين”.
وبينما سعت نواكشوط إلى تدارُك هذا “الخطأ” باستقبال السّفير المغربي، حميد شبار، فإن الاستقبال لم يكن على مستوى عال.
فقد وجد السّفير المغربي في استقباله فقط وزير الخارجية، بخلاف مبعوث “البوليساريو”،
الذي خُصّص له استقبال من الرّئيس ولد الشّيخ،
ما يطرح علامات استفهام حول هذا “التغيّر” المفاجئ ودواعيه وأهدافه.