عشية انطلاق الموسم الرياضي 2024-2025 من البطولة الوطنية الاحترافية (إنوي) لكرة القدم، يجهز فريق النادي الرياضي المكناسي لكرة القدم نفسه للعودة الكبرى لقسم الصفوة. فبعد غياب امتد لنحو عقد من الزمن، يبدو النادي الإسماعيلي عاقدا العزم على إحداث المفاجأة واستعادة أمجاده الماضية.
وبصم النادي المكناسي في الآونة الأخيرة على أداء مميز، حيث نجح النادي في ظرف سنتين فقط في تحقيق إنجاز هام تمثل في العودة من القسم الثالث إلى أحضان القسم الوطني الأول، وهو إنجاز يؤكد العزم والطموح الذي يحدو النادي. ومع ذلك، فإن هذا الصعود يمثل تحديا جديدا للإدارة التي يتعين عليها التكيف بسرعة مع متطلبات القسم الأول من البطولة الوطنية الاحترافية.
وكان الموسم الرياضي 2024-2023 مميزا بالنسبة للنادي الرياضي المكناسي، حيث تصدر منافسات القسم الثاني من البطولة الوطنية الاحترافية برصيد 58 من نقاط، متقدما على فريق الدفاع الحسني الجديدي بست نقاط. وحقق الفريق الإسماعيلي 17 انتصارا، و7 تعادلات، ومن بينهم 6 هزائم فقط في 30 مباراة، حيث استطاع طوال الموسم أن ي ظهر صلابته وثباته.
ووعيا منهم بالرهانات المرتبطة بالصعود لقسم الأضواء، اعتمد مسؤولو الفريق مقاربة حذرة في ما يخص التعاقدات. وحرصا منهم على تجنب أي نزاعات مع اللاعبين ارتأى القائمون على الفريق أن تتم التعاقدات الجديدة بطريقة عقلانية وتتماشى مع الإمكانيات المادية للفريق. وتروم هذه الاستراتيجية إلى ضمان الاستقرار المالي للفريق مع تعزيز المجموعة لمواجهة تحديات القسم الأول من البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم.
ويبحث النادي الرياضي المكناسي عن خلق التوازن المثالي بين المواهب الشابة الواعدة واللاعبين المجربين، وهو ما تجسد من خلال استقدام لاعبين كالمهدي قرناص الذي يملك تجربة كبيرة في القسم الأول من البطولة ستفيد كثيرا شباب النادي. وتعززت صفوف الفريق أيضا باللاعب حمزة بهاج الذي سبق له أن جاور فرق شباب المحمدية والمغرب الفاسي والوداد الفاسي.
وفي العارضة الفنية، تعاقد الفريق مع الإطار التونسي عبد الحي بن سلطان، المدرب السابق لفريق المغرب الفاسي، الذي يمتلك تجربة كبيرة في البطولة الوطنية من شأنها مساعدة النادي على التأقلم سريعا مع متطلبات القسم الأول من البطولة الاحترافية.
وخلال الموسم الرياضي الجاري ضمن قسم الصفوة، سيسعى النادي المكناسي إلى تقديم كرة قدم جميلة وتبويء مدينة مكناس المكانة التي تستحقها على الساحة الرياضية الوطنية. ويهدف الفريق إلى الحفاظ على مكانته بشكل دائم في قسم الصفوة وإسعاد مناصريه الذين كانوا ينتظرون هذه العودة منذ مدة طويلة.
بالموازاة مع الاستعدادات الرياضية، خضع الملعب الرئيسي للنادي الرياضي المكناسي لأشغال تأهيل واسعة تحت إشراف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بلغت نسبة تقدمها بحسب مسؤولي الفريق أزيد من 80 في المائة.
وينتظر أن يكون الملعب جاهزا لاستقبال مباريات الفريق ابتداء من الدورة الخامسة أو السابعة من البطولة. في انتظار ذلك، سيخوض الفريق مبارياته الأولى على أرضه بملعب الحسن الثاني بفاس.
وتعتبر عودة النادي الرياضي المكناسي إلى قسم الأضواء حدثا هاما بالنسبة لكرة القدم المغربية. ويمتلك الفريق الإسماعيلي الذي تأسس سنة 1962 سجلا حافلا، يتضمن لقبا لكأس العرش سنة 1966 ، ولقب بطولة المغرب سنة 1995.
وبعد مغادرته قسم الصفوة سنة 2013، عاش الفريق فترات عصيبة حيث كان يمارس ضمن القسم الثاني وأقسام الهواة لمدة 11 سنة.
صعود فريق النادي المكناسي لقسم الأضواء هو إذن عودة لواحد من النوادي العريقة بالمملكة، وهو ما يعد باحتدام المنافسة الكروية.