أنا الخبر ـ متابعة
أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أمس الاثنين عبر تقنية الفيديو، أول مباحثات مع وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية بجمهورية النيجر حسومي مسعودو، منذ انتخاب محمد بازوم رئيسا جديدا للبلاد في شهر أبريل الماضي، وتناولا مجموعة من الملفات على رأسها دعم ترشيح مغربي والاعلان عن التحضير لانعقاد دورة للتعاون الثنائي.
ورغم أن بلاغ وزارة الشؤون الخارجية قد تحدث عن تنويه الجانبين “بالدينامية الجديدة التي تطبع العلاقات بين البلدين ، على إثر الزيارتين الرسميتين اللتين قام بهما جلالة الملك ،نصره الله ، للنيجر في عامي 2004 و 2005.”، فإن عهد الريس السابق محمدو إيسوفو الذي أطال الجلوس على كرسي الحكم، لم يشهد تقاربا كافيا بين البلدين خاصة وأن النيجر تقع في منطقة الساحل التي تقع على خارطة المصالح الخارجية للمملكة.
الموقف الأول الذي يُحسب في القصر الرئاسي في نيامي لصالح المغرب، هو الاشادة بنتائج الانتخابات الرئاسية التي شهدتها النيجر في 11 أبريل 2021 ، والتي مرّت حسب بوريطة “في جو طبعه الهدوء والشفافية وعرفت فوز الرئيس محمد بازوم.”، علما أن هذه الانتخبابات تلتها أحداث عنف في البلاد وتعرضت لعدد كبير من الطعون غير أن الرئيس الجديد تمكن من ضبط الوضع وتثبيت حكم في ظرف زمني قصير.
وعودة إلى بلاغ الخارجية فقد أعرب “الوزيران عن التزامهما بتنسيق العمل على مستوى الهيئات الإقليمية والدولية من أجل تعزيز السلام والأمن والتنمية الاقتصادية في القارة الإفريقية والدعم المتبادل للترشيحات المغربية والنيجيرية داخل هذه الهيئات، وفي هذا الاطار، أكد الوزير النيجيري دعم بلاده لترشيح المغرب لمنصب مفوض الاتحاد الإفريقي للتربية والعلوم والتكنولوجيا والابتكار”.
واتفقا على تعزيز “تعاون جنوب-جنوب طموح، من خلال شراكة تشمل مجالات التكوين والاستثمار والطاقات المتجددة والسياحة والشؤون الإسلامية والوقاية المدنية والنقل والعدالة وتعزيز تبادل الخبرات وتشجيع سياسة اقتصادية أكثر إرادية تقوم بتعبئة القطاع الخاص أيضا”.
وخلص البلاغ إلى أن الطرفين اتفقا على عقد الدورة المقبلة للجنة المختلطة للتعاون المغربي- النيجيري في الرباط أو نيامي، بمجرد أن يسمح الوضع الصحي العالمي بذلك.
وإذا كان محمدو إيسوفو زعيما سياسيا لم يسع إلى الاقتراب من المملكة المغربية فإن ذراعه الأيمن الذي أصبح أول رئيس من أصول عربية في النيجر، يخطط ليكون مقربا أكثر من خريطة التحالفات الإفريقية التي تقودها الرباط، وفق ما أكدته معطيات حصلت عليها “الأيام24”. نشرناها في شهر فبراير الماضي.
ويسعى المغرب إلى ضمان حليف جديد في منطقة الساحل التي هو بصدد اختراقها دبلوماسيا بعد تحركات مكثفة لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي تواصلت طوال أشهر مضت، ويبدو أن البوابة هي دولة النيجر الواقعة جنوب الجزائر والمجاورة لدولة مالي المتقلّبة سياسيا التي تراقب المملكة المغربية وضعها الداخلية بحثا عن يد موثوقة للتعاون السياسي والاقتصادي والأمني.
وتقول المعطيات التي وفرتها مصادر مقربة لـ”الأيام24″ إن محمد بازوم مرتبط وجدانيا بالمغرب ويملك منزلا فاخرا في أكادير اعتاد قضاء العطل فيه مطلا على الشريط الساحلي للمحيط الأطلسي رفقة أسرته، وإن له رؤية أكثر انفتاحا تجاه المغرب بعيدا عن التأثيرات والضغوطات التي تخضع لها دولة النيجر التي تؤدي ضريبة موقع جغرافي في وسط صحراء ملتهبة.
محمد بازوم أو “أبو العزوم” هو أول رئيس للنيجر من أصول عربية، يعتنق الدين الاسلامي ويتحدث اللغات العربية والهوسا والتوبو والكانوري والفرنسية والإنجليزية بطلاقة، ينحدر من الميايسة وهي من قبيلة أولاد سليمان العربية ذات الأصول الليبية، والتي تعود بدورها إلى قبائل بني سليم العربية العدنانية القيسية بنجد الحجاز وهاجرت بعض بطونها إلى شمال إفريقيا في القرن الحادي عشر للميلاد.
ووفق مصادر “الأيام24” فإن عائلة بازوم نزحت من ليبيا إبان الاحتلال الإيطالي واشتداد المواجهة المسلحة بين عساكر الجنرال الفاشي موسوليني وقائد المقاومة عمر المختار.