أنا الخبر| analkhabar|

في خطوة تعكس طموحات المغرب الكبيرة في تعزيز قدراته الفضائية والأمنية، كشفت صحيفة “غلوبس” الإسرائيلية عن صفقة ضخمة بين الرباط وتل أبيب لاقتناء قمرين صناعيين متطورين من طراز “أوفيك 13″، بقيمة مليار دولار.

تأتي هذه الصفقة في إطار توجه المغرب نحو تحديث منظومته الفضائية، خاصة مع انتهاء العمر الافتراضي للقمرين الصناعيين “محمد السادس أ” و”محمد السادس ب”، اللذين تم إطلاقهما في عامي 2017 و2018.

وتضع هذه الصفقة المغرب في مصاف الدول التي تمتلك تكنولوجيا فضائية متقدمة، حيث تتميز أقمار “أوفيك 13” بقدرات استخباراتية عالية، تصل دقتها إلى 0.5 متر، مما يمكنها من رصد الأجسام والتضاريس الأرضية بدقة فائقة.

وقد تم تطوير هذه الأقمار خصيصاً لصالح وزارة الدفاع الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي، حيث أُطلق أول نموذج منها في مارس 2023 من قاعدة “بالماخيم” الجوية باستخدام صاروخ “شافيت-2″، ويتم تشغيلها من قبل جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي عبر الوحدة 9900 المتخصصة في الاستطلاع الفضائي وتحليل البيانات الجغرافية.

وعلى الرغم من عدم صدور أي تعليق رسمي من الرباط حول الصفقة، إلا أنها تتماشى مع توجهات المغرب نحو تحديث منظومته الدفاعية وتعزيز قدراته في مجال المراقبة والاستطلاع. فقد شهدت المملكة قفزة نوعية في مجال الاستطلاع الفضائي منذ إطلاق القمرين الصناعيين “محمد السادس أ” و”محمد السادس ب”، مما منحها تفوقاً في مراقبة الحدود ومكافحة التهديدات الأمنية. ومن الواضح أن المغرب يسعى إلى تطوير هذه القدرات بشكل أكبر عبر اقتناء الأقمار الإسرائيلية الجديدة.

وتعد أقمار “أوفيك 13” من أكثر الأنظمة تطوراً في مجال المراقبة الفضائية، حيث تعتمد على تكنولوجيا الرادار ذي الفتحة التركيبية (SAR)، الذي يسمح بالتصوير ليلاً ونهاراً وفي مختلف الظروف الجوية. كما توفر هذه التقنية إمكانية رصد التضاريس الأرضية بدقة عالية، مما يمنح المغرب قدرات غير مسبوقة في تتبع التحركات على أراضيه وفي محيطه الإقليمي.

من جهة أخرى، تعكس هذه الصفقة أبعاداً استراتيجية تتجاوز المجال التكنولوجي، حيث تأتي في سياق تعزيز العلاقات بين المغرب وإسرائيل، التي شهدت تطوراً ملحوظاً منذ توقيع اتفاقيات التطبيع بين البلدين في عام 2020. ويتجاوز التعاون بين الجانبين المجالات الأمنية والعسكرية إلى مجالات أخرى، تشمل الاقتصاد، والابتكار التكنولوجي، والصناعة الدفاعية، مما يعكس عمق الشراكة الاستراتيجية بين الرباط وتل أبيب.

بهذه الخطوة، يؤكد المغرب مرة أخرى سعيه لتعزيز مكانته كقوة إقليمية في مجال التكنولوجيا الفضائية والأمن، مع الاستفادة من الشراكات الدولية لتحقيق أهدافه الاستراتيجية.

اترك تعليقاً

إعلان مدفوع