المصدر/ الصحيفة
ستتوصل وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، شهر مارس المقبل، بأول دفعة من ذباب الفاكهة المتوسطي المستورد من الأرجنتين، في إطار برنامج يهدف إلى القضاء على هذه الحشرة الضارة بالمنتجات الفلاحية والتي سبق أن أدت إلى وقف صادرات المغرب من الحمضيات إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وسيبدأ المغرب في استقبال ما مجموعه 440 مليون ذبابة من هذا النوع قادمة من معهد الصحة والجودة الفلاحية بمنطقة ميندوزا الأرجنتينية، المعروف اختصارا بـ”إيسكامين”، والذي ظفر بالصفقة مقابل 202.400 ألف دولار، وسيقوم بتزويد المغرب أسبوعيا بـ10 ملايين حشرة خاضعة للتعقيم الصناعي من أجل الحد من تكاثر الذباب المتوسطي بالمناطق الفلاحية المغربية.
وجاء اختيار المعهد الأرجنتيني، وفق ما أعلنه هذا الأخير، نتيجة خبرته الكبيرة في الميدان الزراعي وحصوله على صفة المعهد الأكثر كفاءة عالميا في مجال التقنيات الحيوية، موردا أن اعتماده من طرف السلطات المغربية لم يكن فقط بناء على المعيار التجاري ولكن أيضا استنادا على عدة معايير بيولوجية نظير توفيره الحشرات الأكثر قوة وقدرة على الطيران وذات الوزن الأفضل بالإضافة إلى عامل أمد الحياة.
وتبدو هذه العوامل مهمة بالنظر إلى البرنامج الذي ستُستغل فيه هذه الحشرات، والمعروف بتقنية “الذكور العقيمة” والتي تم اعتمادها لأول مرة سنة 1995 وأعطت نتائج أفضل حتى من التدخل الكميائي عبر المبيدات، إذ يتم إطلاق أسراب ذكور الذباب المتوسطي الذي جرى تعقيمه بواسطة أشغة “غاما” لمنافسة الذكور الأخرى خلال فترة التزاوج وبالتالي يكون نسل الذباب المتوسطي بدوره عقيما.
وكانت هذه الحشرة قد تسببت في توجيه ضربة قوية لصادرات الحوامض المغربية، وخاصة البرتقال والكليمانتين، ففي سنة 2016 تم اكتشاف بعضها ضمن الواردات المغربية إلى السوق الأمريكية، والتي اتضح أن مصدرها منطقة بركان التي تشكل إحدى مراكز إنتاج الحوامض في المغرب، لتقرر الولايات المتحدة منع المنتجات المغربية من ولوج أراضيها.
واستمر المنع الأمريكي إلى غاية أكتوبر من سنة 2017، ما أدى إلى تراجع كبير في موارد المغرب من صادرات الحوامض، ورغم رفع الحظر إلا أن صادرات البرتقال المغربي لم تتمكن بعد من استعادة عافياتها، وهو ما تؤكده أرقام وزارة الفلاحة الأمريكية التي أوردت أن واردات السوق المحلية من المنتج المغربي عرفت تراجعا بـ56 في المائة خلال النصف الأول من سنة 2019، لتصل إلى 5 ملايين دولار.