أنا الخبر ـ متابعة
ستكون التهديدات الأخيرة الصادرة عن جبهة “البوليساريو” الانفصالية بخصوص مهاجمة مدن الصحراء، أمام امتحان عسير هذه المرة للتدليل على مدى واقعيتها، وذلك بعدما تأكد أن مناورات الأسد الإفريقي، المقررة ابتداءً من 20 يونيو الجاري، ستشمل أيضا الأقاليم الجنوبية للمملكة، بل ستكون على مرمى حجر من الحدود الجزائرية، وتحديدا ولاية تندوف حيث تستقر قيادات الجبهة.
وأكدت تقارير متطابقة وفق ما كتبته “الصحيفة” أن مناورات الأسد الإفريقي 2022 المنظمة بشكل مُشترك بين الولايات المتحدة الأمريكية عبر قيادتها العسكرية في إفريقيا، وبين المغرب عبر القوات المُسلحة الملكية، ستشمل منطقة المحبس في الصحراء المتاخمة للحدود الجزائرية، وهو الأمر الذي حُسم بعد الاجتماع التخطيطي الذي عُقد خلال الفترة ما بين 24 و28 يناير الماضي بمشاركة مُمثلي مختلف الدول المشاركة.
ومؤخرا، بدأ سيناريو المناورات يتضح حيث سيشمل تدريبات ميدانية في مدن القنيطرة وأكادير وتارودانت وطانطان والمحبس، وتتضمن محاكاة لمواجهة تهديدات الجماعات المسلحة والتنسيق في مجال مكافحة الإرهاب، الأمر الذي يتزامن مع تلويح الجبهة الانفصالية بشن هجمات داخل مدن منطقة الصحراء كنوع من “التصعيد” ضد المغرب، في ذل عدم قدرة عناصرها على الاقتراب من الجدار الأمني.
ونقلت وسائل إعلام تابعة للجبهة، قبل أيام، عن محمد الوالي اعكيك، المسؤول عن ميليشيات “البوليساريو” المسلحة، حديثه عن مخططات لتنفيذ هجمات في المنطقة عبر انفصاليي الداخل، قائلا “الحرب العسكرية بدأت الآن وستستمر مستقبلا، وستشمل مدن الصحراء عبر الشباب المستعدين للقتال”، وأضاف “إن الشباب الصحراويين مستعدون للقتال بكل الأساليب المتاحة في الصحراء”، ليخلص إلى أن “الأعمال القتالية ستظهر مع مرور الوقت على شاكلة عمليات عسكرية نوعية”.
وستكون المناورات مُخصصة لمواجهة السيناريوهات المشابهة لما طرحه القيادي الانفصالي المذكور، والذي تفادى توجيه الكلام للقوات الأمريكية التي ستكون في الصحراء خلال الأيام المقبلة، في ظل أن واشنطن تعترف بالسيادة المغربية على المنطقة، علما أن الجبهة سبق أن أطلقت تهديدات مشابهة في الماضي خاصة بعد توالي عمليات التصفية التي ينفذها الجيش المغربي بواسطة الطائرات المسيرة عادةً ضد مسلحيها الذين يقتحمون المنطقة العازلة في محاولة للوصول إلى الجدار العازل.