أنا الخبر ـ متابعة
في ظل استمرار الأزمة الدبلوماسية والسياسية بين المغرب وإسبانيا، باتت إسبانيا تتجنب إثارة الأزمة في المؤسسات الأوربية، انسجاما مع الموقف الذي عبرت عنه دبلوماسيتها برغبتها في طي صفحة الخلاف.
وفي هذا السياق، تجنب النواب الإسبان في الجمعية البرلمانية لمجلس أوربا، هذا الأسبوع، إثارة قضية الأزمة الدبلوماسية مع المغرب، أو ما تقول عليه إسبانيا إنه “أزمة هجرة”، على خلفية تدفق الآلاف من المغاربة على سبتة المحتلة قبل أيام.
وقالت مصادر أن النواب الإسبان تجنبوا خلال أشغال الجمعية في دورتها الصيفية المنعقدة حاليا في ستراسبورغ هذا الأسبوع إثارة الأزمة مع المغرب، وهو الموقف الذي اتخذه نواب أوربيون آخرون، تبناه كذلك نواب أوربيون من دول أخرى، كانت قد ساندت إسبانيا في البرلمان الأوربي قبل أيام.
أشغال المرحلة الثالثة للدورة العادية 2021 للجمعية البرلمانية لمجلس أوربا التي تجري هذا الأسبوع، بين مشاركات حضورية وأخرى عن بعد، تضمن جدول أعمالها دراسة ومناقشة “عدة تقارير حول جوازات السفر الصحية وحماية الحقوق الأساسية والآثار المترتبة عليها قانونيا والتغلب على الأزمة الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن جائحة كوفيد- 19 “، كما يناقش المشاركون “تأثير جائحة كوفيد-19 على حقوق الطفل بالإضافة إلى محاربة الأفروفوبيا أو العنصرية ضد الملونين في أوربا”.
يشار إلى أن الموقف الإسباني الأخير في جمعية مجلس أوربا، القاضي بتجنب إثارة الأزمة مع المغرب، يأتي بعد تصريحات غير مسبوقة، عبرت إسبانيا، نهاية الأسبوع الماضي، عن رغبتها في التفاعل مع أي مقترح يقدمه المغرب بخصوص قضية الصحراء، متطلعة إلى طي صفحة الخلافات بين مدريد والرباط، التي تدخل شهرها الثاني.
وفي هذا السياق، قالت وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليس لايا، في حوار أجرته مع وسائل الإعلام: “نحن نفهم تماما أن المغرب لديه حساسية كبيرة بشأن هذه القضية، نريد حلا تفاوضيا في إطار الأمم المتحدة، وفي هذا الإطار، نحن على استعداد للنظر في أي حل يقترحه المغرب، مع الأخذ في الاعتبار أنه ليس من مسؤولية إسبانيا لعب دور الوساطة، لأن هذا الدور يجب أن تقوم به الأمم المتحدة”.
وكانت الحكومة الإسبانية قد بدأت تدرس القيام بالتفاتة تجاه المغرب، لمنع تصعيد جديد، وتفاقم جو التوتر السائد، منذ أزيد من شهر، ومن بين الخيارات، التي بدأت دراستها أن يقوم أحد الوزراء الإسبانيين بزيارة المغرب، أو أن يتصل الملك فيليب السادس بالملك محمد السادس.
والخيارات، التي تناقشها الحكومة الإسبانية، لا تزال غير واضحة تماما بالنسبة إليها، حسب صحف إسبانية، إذ إن زيارة وزير منها للمغرب كان إجراءً معتمدا دائما في حل الأزمات بين البلدين، وكان يتم الاعتماد على وزير الخارجية، إلا أنه في الأزمة الحالية، تتخوف إسبانيا من الاعتماد على وزيرة خارجيتها، أرانشا غونزاليس لايا، لأنها كانت جزءً من الأزمة مع المغرب.
وشددت المصادر ذاتها على أن الأولوية بالنسبة إلى الحكومة الإسبانية، في الوقت الحالي، هي العودة إلى العلاقات الدبلوماسية الطبيعية مع المغرب، وإعطاء إشارات إيجابية، قد تجعل السلطات المغربية تطوي صفحة هذا الخلاف، مشيرة إلى أن أولى هذه البوادر تتمثل في إبلاغ مدريد للرباط عبر القنوات الدبلوماسية الرسمية بعزم زعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية مغادرة أراضيها، يوم الأربعاء، في استجابة لتحذيرات المغرب من مغبة إخراج غالي بطريقة سرية من البلاد. (اليوم 24)