أنا الخبر ـ رضى سعيد
الكثير من المغاربة، بدؤوا بالفعل في التخلص من سياراتهم ومنهم من يفكر مليا في الأمر، بعدما صارت تشكل له عبء كبير رغم حاجته الماسة لخدماتها، خاصة من يعتمد عليها في التنقل من وإلى مكان عمله.
وعاينت جريدة “أنا الخبر” الإلكترونية، مدى الاقبال الكبير خاصة في الآونة الأخيرة، للمغاربة على مواقع بيع السيارات وكذلك في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يعرضون سياراتهم للبيع وبأثمنة منخفضة، والسبب الارتفاع المتزايد للمحروقات في جل محطات الوقود بالمملكة.
“قهارني المازوط بمعنى الكلمة، سيارتي عندي غير في الكراج هادي أسابيع، منقدارش نحركها وثمن المازوط فات 10 دراهم لهذا فضلت استعمال وسائل النقل العمومي على استعمال سيارتي”، يقول “محمد.ر” قبل أن يضيف “أنا الآن أفكر في بيع هذه السيارة وخا بلخطية كما يقال المهم راه ولات الزوجة الثانية وأكثر”.
اندفاع بعض المغاربة في المدة الأخيرة، لبيع سياراتهم له ما يبرره، خاصة مع الارتفاع غير المتوقع وغير المسبوق لأسحار المحروقات بالمغرب، والذي تعدى 11 درهما، وهو ما يشكل سابقة في المملكة.
ارتفاع المحروقات،دفع بمهنيو النقل البري للركاب والبضائع في المغرب إلى خوض إضرابا عن العمل لثلاثة أيام، حيث ظهرت مدن مغربية عديدة بدون سيارات أجرة ووسائل النقل الأخرى، إذ اتجه المهنيون المنضوون تحت ألوية كل من الاتحاد المغربي للشغل والكونفدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد العام للشغالين بالمغرب والفيدرالية الديمقراطية للشغل إلى التصعيد بخوض إضراب عن العمل يدوم 72 ساعة.
ودعا المهنيون السلطات الحكومية إلى أجل الجلوس على طاولة الحوار، بهدف معالجة المشاكل التي يتخبط فيها المهنيون جراء الارتفاع المهول لأسعار المحروقات وتأثيرها المباشر على التوازنات المالية لهم؛ وهو ما أدى بالعديد منهم إلى إشهار الإفلاس”.
هذا ووصل سعر الغازوال، إلى حدود صباح اليوم الاثنين، 11 درهما و30 سنتيما في بعض المحطات؛ وهو ما دفع المهنيين إلى مطالبة الحكومة بـ”إعمال صندوق المقاصة، وتسقيف الأسعار، مع البحث عن كيفية لتوفير كازوال مهني”.
وللحرب الروسية الأوكرانية ـ بحسب متتبيعن ـ التأثير الكبير على أسعار سوق المحروقات عالميا، حيث ارتفعت أسعار النفط من جديد في السوق الدولية، حيث صعد خام برنت إلى 140 دولارا للبرميل، على ضوء هذه الحرب، ما يؤشر على بلوغ الأسعار مستويات غير مسبوقة في حال استمرار هذه الحرب.
وقرّرت أمريكا وقف واردات النفط الرّوسي وفتح احتياطاتها المحلّية لتجاوز أزمة الإمدادات، وهو ما يؤشّر على استمرار تسجيل ارتفاع في أسعار المحروقات محليا.