تواصل المخابرات الجزائرية إخضاع “فريد زين الدين بن الشيخ”، مدير المديرية العامة للأمن الوطني الجزائري، لتحقيقاتها الشّاملة،
التي كانت قد باشرتها معه منذ صيف السنة المنصرمة.
ويخضع بن الشيخ لهذه التحقيقات للاشتباه في تورّطه في “التواطؤ مع مصالح أجنبية” من خلال تقديمه “معلومات حسّاسة” إلى كيانات تابعة لأجهزة المخابرات الفرنسية.
وانطلقت التحقيقات مع قائد الشّرطة الجزائرية، بحسب “مغرب أنتلجنس“، إثر مكوث واحد من أكثر المتعاونين معه المُقرّبين منه، هو “س. لوار”، في العاصمة الفرنسية في يونيو من العام الماضي “دون سبب وجيه أو أمر تكليف”.
ويبدو أنّ هذه الرّحلة الخاصة التي قام بها مساعد بن الشيخ لم تكن مُتوقعة، لأن رحلته الباريسية تمّت، بحسب المصدر ذاته،
إثر انتهاء زيارة عمل للمسؤول الجزائري المذكور إلى العاصمة الإيطالية أواخر ماي الماضي.
وكان مدير المديرية العامة للأمن الوطني الجزائرية قد تدارَس مع نظيره الإيطالي، خلال زيارته لروما، السّبل الكفيلة بتعزيز آليات التعاون الأمني بين بلديهما،
وعلى الخصوص في مجالات مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود وتطوير قدرات شرطتي البلدين في عدة تخصّصات.
وزار المسؤول الجزائري الخاضع للتحقيق روما ما بين 29 و30 ماي من السنة المنصرمة.
المخابرات الجزائرية.. الاسراع في التحقيق
وفي أعقاب زيارته الرّسمية، بعث مساعده المقرّب إلى باريس وفي حوزته وثائق رسمية، في زيارة لم يتمّ تضمينها في جدول أعمال بن الشّيخ.
كما لم يتمّ، بحسب الصّحيفة ذاتها، إبلاغ سلطات الجزائر برحلة مساعد مدير المديرية العامّة للأمن الوطني الجزائري الخاصة، التي خلّفت علامات استفهام كثيرة،
خاصة في ردهات المخابرات الجزائرية، التي أصدرت أوامرها بالإسراع بفتح تحقيق في الواقعة.
وأرادت مخابرات الجزائر بهذا التحقيق الشّامل مع المسؤول الرّفيع توجيه رسالة تحذيرية عبر عملائها
الذين ينتشرون بكثافة في العاصمة، أخضعوا مساعدَ بن الشّيخ المقرّب لمراقبتهم وتتبّعوا كثيرا من اجتماعاته التي وُصفت بالمشبوهة.
وقد أُجري التحقيق مع المسؤول الأول عن الشّرطة الجزائرية وسط تكتّم شديد،
ورغم ذلك فقد ألحق إساءة كبيرة بمصداقية بن الشّيخ، الجزائرية الذي ما زال “منبوذاً”
رغم أنه تحرّكاته الخفية نظرا إلى “الحظوة” التي يخصّها به عبد المجيد تبّون، الرئيس الجزائري،
الذي يعتبره رقماً مهمّا في بطانته المقرّبة ويخصّه بحمايته. ويرى المتتبّعون للشّأن الداخلي الجزائري في إفلات فريد زين الدين بن الشيخ من العقوبة المُستحّقة
حتى الآن أحد أهمّ أسباب “التشنّج” والتوتّر المسجّلَين في العلاقة بين “الأجهزة” الجزائرية و”الشّرطة” المحلية.