أنا الخبر ـ متابعة
وجه المجتمع المدني الإفريقي رسالة شديدة اللهجة لرئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، على خلفية الأزمة الدبلوماسية التي تورط فيها مع المغرب، عقب استقبال زعيم ميليشيا البوليساريو، إبراهيم غالي، فـ((من خلال هذا الإجراء، تصرفت حكومتك ليس فقط ضد مصالح جارتها الجنوبية وشريكتها المملكة المغربية، ولكن أيضا ضد مصالح الشعب المغربي والجزائري والإسباني وجميع شعوب إفريقيا، والاتحاد الإفريقي)).. هكذا خاطب المجتمع المدني الإفريقي رئيس الحكومة الإسبانية، قبل أن يضيف في التفاصيل، بأن السماح بوصول هذا الشخص بجواز سفر دبلوماسي، يعتبر انتهاكا لقوانين الهجرة الأوروبية.
الرسالة المذكورة وقعها الدبلوماسي المغربي الخبير في الشؤون الإفريقية، نجيب الكتاني، رئيس “منظمة مغرب إفريقيا” (OMA) التي تنشط في 30 بلدا إفريقيا، قالت أيضا لرئيس الحكومة الإسبانية: ((لقد أدخلت عمدا في منطقتك ومنطقة شنغن زعيم ميليشيا انفصالية تهاجم بالسلاح أحد جيرانك الاستراتيجيين بشكل أساسي))، قبل أن تنبه إلى أن للاتحاد الأوروبي الحرية في اتخاذ القرار المناسب إزاء هذا الخرق، ((نحن نعرف أن الحكومة الإسبانية الحالية فشلت بشكل خطير في مبادئ حسن الجوار وأسسها)).. هكذا تحدثت المنظمة المذكورة.
الرسالة المذكورة، والتي تنفرد “الأسبوع” بنشر مقاطع منها، تضمنت عتابا كبيرا للحكومة الإسبانية، حيث يقول أصحابها، الذين طرحوا أسئلة قوية: ((إن موقف حكومتكم، من الإذن الممنوح لهذا الزعيم الانفصالي إلى تسلله، يمثل تحديا لنا كمجتمع مدني إفريقي، بل إنه يفاجئنا ويفاجئ كل المراقبين.. حتى أنه يفاجئ الأحزاب السياسية الإسبانية مثل الحزب الشعبي (PP) الذي يطالب من خلال صوت السيد تيودورو غارسيا إيغاسون، الأمين العام، باستقالة رئيسة الدبلوماسية أرانشا غونزاليس.. من جانبنا، نحن المجتمع المدني الإفريقي، ما زلنا لا نفهم الدوافع الحقيقية التي عملت لصالح موقفك وموقف حكومتك، هل هي دوافع جيواستراتيجية؟ التعويضات المالية التي تم الحصول عليها من الجنرالات الجزائريين؟ الحنين إلى الماضي الاستعماري؟ عملية لزعزعة استقرار المغرب؟ الانتقام من التاريخ؟ والنظام السياسي في المغرب وملكيته؟ الغاز الجزائري؟)).
واتهمت منظمة “مغرب إفريقيا”، رئيس الحكومة الإسبانية، بالانحياز ضد مصالح الجيش الجزائري، فمن خلال التصرف بهذه الطريقة ضد الشعب الجزائري وضد ثورته المدنية والسلمية، فإنك تنكر أسس حزبك، حزب العمال الاشتراكي الإسباني (PSOE)، المفترض أن يكون هو الدفاع عن مصالح الشعب وضد الرجال والنساء الذين يتظاهرون في الجزائر كل أسبوع لمدة 28 أسبوعا، ويطالبون بدولة مدنية وليس الجيش، وبمزيد من الديمقراطية، ومزيد من الكرامة، ومزيد من الحرية، حسب الرسالة.
سيدي الرئيس: ((لقد لعبت حكومتكم دورا شنيعا في العلاقات بين المغرب والجزائر من خلال صب الزيت على نار العلاقات بين مغرب هادئ وصاعد يحترم المواثيق وحسن الجوار، ودولة مارقة تحكمها طبقة عسكرية تتنمر على شعبها.. لقد لعبت حكومتكم لعبتها من خلال إعاقة تنمية المغرب العربي واتحاد المغرب العربي (AMU)، وهو مكون أساسي للمجموعات الاقتصادية الإقليمية (RECs) التي ينوي الاتحاد الإفريقي الاعتماد عليها في تنفيذ جميع برامجه، بما في ذلك منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، ZLECA، والتي أصبحت سارية في 1 يناير 2021.. نستنتج من خلال هذا الموقف، أنكم تقومون بإعاقة رؤية الاتحاد الإفريقي التي تتمثل بشكل خاص في تسريع عملية التكامل في إفريقيا، وتعزيز تمكين البلدان الإفريقية في الاقتصاد العالمي، والتعامل مع المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المتعددة.. وتعزيز السلام والأمن والاستقرار والديمقراطية والحكم الرشيد وحقوق الإنسان)).
وقد كانت إحدى أقوى تنبيهات المجتمع المدني الإفريقي، عبر هذه الرسالة التي أشرف عليها نجيب الكتاني، هي التساؤل المطروح والذي يقول لرئيس الحكومة الإسبانية: ((سيدي رئيس الحكومة، معالي الوزراء: ماذا كان أو سيكون رد فعل الحكومة الإسبانية، والمؤسسات الإسبانية، إذا استقبلت الدولة مسؤولا كاتالونيا كرئيس للجمهورية الكتالونية المستقلة، وقدمت له الرعاية؟ ماذا سيكون موقف حكومتك إذا استوعبت هذه الدولة الكاتالونيين والباسكيين على أراضيها، وقدمت لهم الإقامة ووسائل القتال ضد إسبانيا؟)).
ويبقى الجزء الخطير في رسالة المجتمع المدني الإفريقي إلى إسبانيا، والذي ينتظر حصول أزمة مع الاتحاد الإفريقي، هو دعوتها لجميع الشعوب الإفريقية لإدراك ما سمته “الدور الضار والسلبي الذي لعبته الحكومة الإسبانية في تخريب مصالح إفريقيا”، كما ندعو الحكومات الإفريقية إلى أن تكون على دراية بالأضرار الجانبية التي قد يتسبب فيها مثل هذا القرار من قبل الحكومة الإسبانية الحالية في مصلحة إفريقيا.. فضلا عن مطالب أخرى، منها دعوة الشعب الإفريقي إلى الانتباه إلى الدولة الإسبانية التي تروج للانفصال خارج حدودها بينما تحاربه في الداخل، فضلا عن الدعوة إلى اعتبار إسبانيا دولة مستعمرة، باعتبارها البلد الوحيد الذي يواصل استعمار الأراضي في إفريقيا (مدن سبتة ومليلية والجزر المجاورة: إيل برسيل، إيل باديس، إيل النكور، جزر ملوية) والتي نطالب بإعادة سيادة المملكة المغربية عليها، والتي لطالما ارتبطت بها بصرف النظر عن قوس التاريخ الاستعماري، تقول الرسالة.