لماذا يعتبر الصيام علاجاً لمرضى الكبد الدهني أو الالتهاب الكبدي الدهني؟
إن إمداد الجسم بالأحماض الدهنية الضرورية (Essential Fatty Acids) الموجودة في الغذاء له دور مهم في تصنيع الدهون الفوسفاتية (Phospholipids)، والتي مع الدهن العادي (Triacylglycerol) تدخل في تركيب البروتينات الدهنية، ويقوم النوع المنخفض الكثافة جدّاً منها بنقل الدهون الفوسفاتية والكوليسترول من أماكن تصنيعها بالكبد إلى جميع خلايا الجسم، حيث تدخل في تركيب جدران الخلايا الجديدة، وتصنيع بعض مركباتها المهمة.
يعرقل هذه العملية الحيوية كل من الأكل الغني جدّاً بالدهون، والحرمان المطلق من الغذاء، كما في حالة التجويع، حين تتجمع كميات كبيرة من الدهون في الكبد وتجعله غير قادر على تصنيع الدهون الفوسفاتية والبروتين بمعدل يكفي لتصنيع البروتين الدهني، فلا تنتقل الدهون من الكبد إلى أنحاء الجسم لتشارك في بناء الخلايا الجديدة، بل تتراكم في الكبد، ليصاب الإنسان بالكبد الدهني (Fatty Liver).
ما الكبد الدهني؟
الكبد الدهني هو الدرجة الأولى من سلم طويل من الأمراض، هي أمراض الكبد الدهني غير الكحولي (Non-Alcoholic Fatty Liver Disease ، والتي قد تتطور لحالة الالتهاب الكبدي الدهني فتضطرب وظائفه، وينعكس هذا على تجدد خلاياه أولًا، ثم على تجدد خلايا الجسم كله، ومع مرور الوقت، من الممكن أن يتحول إلى تليف الكبدي الدهني
صيام رمضان ودوره في مقاومة الكبد الدهني
الصيام الإسلامي هو النظام الغذائي الأمثل في تحسين الكفاءة الوظيفية للكبد، حيث يمده بالأحماض الدهنية والأمينية الأساسية خلال وجبتي الإفطار والسحور، فتتشكل المواد الخام للبروتينات والدهون الفوسفاتية والكوليسترول وغيرها لبناء الخلايا الجديدة، ويتم تنظيف خلايا الكبد من الدهون التي تجمعت فيه خلال نهار الصوم، فيصعب بذلك أن يصاب الإنسان بالكبد الدهني، أو تضطرب وظائفه لعدم تصنيع المادة الناقلة للدهون منه، وهي البروتين الدهني المنخفض الكثافة جدّا (VLDL) والذي يتم تصنيعها في حالة كثرة تناول الأكل الغني بالدهون.
وهكذا يمكن أن نستنتج أن الصيام في الإسلام يملك دورًا فعالًا في الحفاظ على نشاط ووظائف خلايا الكبد، وبالتالي يؤثر بدرجة كبيرة في سرعة تجدد خلايا الكبد، وكل خلايا الجسد، وهو ما لا يحدث في حالات الصيام الطبي، (الذي يطبقه بعض علماء العلاج بالصيام، وهو أحد أنواع الطب البديل كالعلاج بالماء مثلًا)، ولا الإفراط في تناول الطعام الغني بالدهون.
وقد أوضحت العديد من الدراسات الطبية الحديثة أن مرضى الكبد الدهني يستفيدون صحيًا من الصيام فى شهر رمضان، كما يساعدهم صيام شهر رمضان كذلك على خفض الوزن.
ولكي تكون استفادة مرضى الكبد الدهني استفادة قصوى من الصيام خلال شهر رمضان، ينبغي أن يكون متزامنًا مع تجنبهم لتناول الأغذية التي تحتوي على الدهون ولحم الضأن والكبدة والكلى والمخ والسمن البلدي، والأنسب استخدام زيت الذرة والزيتون في إعداد طعامهم.