مع انطلاق القمة العربية على أرض الجزائر، سقط هذه الأخيرة في فضيحة جديدة، أظهرت مدى التخبط الذي يعيش فيه النظام العسكري الجزائري.
وقال الاعلامي المصطفى العسري قبل قليل على صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي “في قمة لم الشمل العربية..
الجزائر تشتت الشمل المغاربي.. وتتجاهل توجيه الدعوة لأمين عام اتحاد المغرب العربي الطيب بكوش..
وتستدعي أمين مجلس التعاون الخليجي ورئيس الاتحاد الأفريقي وأمين عام الأمم المتحدة وأمين عام مجلس التعاون الإسلامي”.
وقال المصادر إن ما وقع، هي سابقة في تاريخ القمم العربية نظرا لكون اتحاد المغرب العربي عضوا ملاحظا بجامعة الدول العربية،
حيث كان الطيب البكوش يمني نفسه بحضور القمة والبحث عن فرصة لقاء مع وزراء خارجية الدول الأعضاء بالاتحاد،
حيث لم تستجب أي دولة لدعوته بعقد خلوة مغاربية لوزراء خارجية المغرب العربي على هامش القمة العربية.
وأكدت ذات المصادر أن الجزائر امتنعت عن استدعاء الطيب البكوش بكونه لم يعد أمينا عاما بل مجرد مسؤول عن تسيير الأمور الجارية إلى حين تعيين أمين عام جديد،
كما أن قيس سعيد رئيس الجمهورية لا يرغب في دعوته للقمة نظرا لمواقفه المعادية للنظام التونسي.
القمة العربية.. تعليق جزائري على غياب الملك
وفي أول تعليق جزائري على غياب الملك محمد السادس عن أشغال القمة العربية، قال وزير الخارجية رمطان لعمامرة:
“بدلنا جهدا لضمان مشاركة جميع القادة العرب، والشعب الجزائري يرحب بجميع زعمائنا، فيما يتعلق بالمملكة المغربية،
لاحظتم أن مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية انتقل إلى العاصمة الرباط وسلم رسالة الدعوة،
وطبعا المملكة المغربية شاركت على مستوى السفراء، وعلى مستوى وزراء الخارجية”.
وتابع رئيس الدبلوماسية الجزائرية في لقاء مساء أمس مع قناة “العربية” السعودية:
“بناء على ما أعلن من رسائل ومذكرات كنا نعتقد أن جلالة الملك محمد السادس سيشارك شخصيا في هذه القمة،
وأحطنا علما صباح اليوم أن الأمر ليس كذلك”.
وأضاف: “يبقى من صلاحية المؤرخين أن يصدروا حكمهم مستقبلا، عما إذا كانت هناك فرصة ضاعت للمغرب العربي والعمل العربي المشترك،
وإذا كان الجواب بنعم أنه فعلا ضاعت فرصة فمن يتحمل مسؤولية ضياع تلك الفرصة”.
وزاد قائلا “مهما يكن من أمر، نحن نحترم قرار أشقاءنا، فيما يتعلق بممارستهم لحقوقهم كأعضاء في الجامعة العربية،
فمن شارك شخصيا أهلا وسهلا، ومن فوض مسؤولا آخر نرحب به، وستمتع بكل الحقوق في تناول الكلمة والتعبير عن مواقف بلده”.
وواصل: “لا أتحدث عن أمور لم تتم، وإنما أقول من جملة الفرص هناك فرصة لدفع العمل المغاربي وتنقية الأجواء بطريقة أو أخرى،
ولم يستفاد من تلك الفرصة إذا وجدت فعلا (..) لا أقول أنها فرصة مؤكدة ولكنها كانت قائمة حسبما أعرف”.
وقال: “بالنسبة للجزائر رئيس الجمهورية سيستقبل كل رؤساء الدول في مطار هواري بومدين، وكل رئيس دولة يصل له حديث معه..،
وكان من المتوقع أن يكون حديث من هذا النوع بالمطار مع جلالة ملك المغرب ومع غيره ويتقرر آنذاك على انفراد ماذا من الممكن أن يتم أثناء حضور جلالة الملك في الجزائر، كل وهذا لم يتم، الكلام هذا كله للتوضيح وليس لأي شيء آخر”.
الجزائر لا تريد الاعتذار
ورغم أن الجامعة العربية أصدرت بيانا بخصوص نشر قناة جزائرية خريطة مبتورة للمغرب، واعتذار القناة نفسها، إلا أن وزير الخارجية الجزائري وصف ما وقع بأنه “لا موضوع”.
وتابع: “صراحة لا أعلم أنه كانت هناك أزمة خريطة، نحن لسنا في ندوة متعلقة بالجغرافيا، نحن في اجتماع للدول الأعضاء،
أنا سمعت عن طريق بيان لجامعة الدول العربية..، ممارسة جامعة الدول العربية لا تزكي أي خارطة كانت، هذا هو التقليد المعمول به،
هناك خارطة واحدة للوطن العربي بدون حدود…، بالنسبة للأماكن التي تديرها الدولة الجزائرية لم تكن هناك أي خريطة على الإطلاق”.
وبخصوص خرق بروتوكول الاستقبال بحق وزير الخارجية المغربي، قال لعمامرة “الدولة المضيفة قررت أن تعامل مع الجميع على قدر المساواة،
الشخص الذي استقبل وزير الخارجية المغربي في مطار هواري بومدين هو نفسه الذي استقبل كافة وزراء الخارجية العرب في المطار،
وهذا الشخص ما زال هناك لاستقبال عدد من الشخصيات،.. فهذا كذلك لا موضوع”.
ويوم أمس أيضا، قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة لقناة “العربية” إنه يتعذر على الملك محمد السادس حضور القمة العربية،
التي تحتضنها الجزائر لاعتبارات إقليمية، وإن القمة العربية حدث رئيسي، لكنها لا تختزل العمل العربي المشترك.
وأضاف أن الملك محمد السادس أعطى تعليمات للوفد بالعمل البناء رغم عدم حضوره، لافتا إلى أن الجامعة العربية هي قناة التواصل الوحيدة مع الجزائر.
وذكر بوريطة أن ثلثي وفدنا الإعلامي وصل للجزائر وعاد من المطار لسبب غير واضح، معتبرا أن إيضاحات الجزائر بشأن أزمة الخريطة لم تكن مقنعة.