يشتهر العسل المغربي بجودته العالية وفوائده المتعددة، ما جعله يجذب اهتمام الاتحاد الأوروبي، أكبر سوق للعسل في العالم. وتجلى هذا الاهتمام من خلال فتح السوق الأوروبية أمام واردات العسل المغربي، في خطوة هامة من شأنها أن تُتيح للمنتجين المغاربة الولوج إلى أسواق جديدة واعدة، وتُعزز من مكانة هذا المنتج الفريد على الصعيد الدولي.
وتُعدّ تعاونيات تربية النحل في المغرب الفاعل الرئيسي في الترويج لهذا المنتج المرغوب فيه. هذه التعاونيات، التي غالباً ما تتكون من صغار المنتجين المحليين، تُحافظ على تقاليد عريقة في مجال تربية النحل، وتُساهم في الارتقاء بابتكارات هذا القطاع الحيوي.
وبفضل الجهود الحثيثة لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، تمكن المغرب من توفير الضمانات اللازمة للاتحاد الأوروبي، ممّا سمح بفتح السوق الأوروبية أمام العسل المغربي.
وأعرب رئيس مجموعة “الشرق” ذات النفع الاقتصادي، عبد الحميد القدوري، عن ارتياحه لهذه الخطوة التي تُبشّر بمستقبل واعد لقطاع تربية النحل، لاسيما وأنّه يشهد تقدماً ملحوظاً مقارنة بالسنوات السابقة، على الرغم من التحديات المرتبطة بأمراض النحل.
ويتطلع عبد الحميد إلى تعزيز إنتاجية هذا القطاع، وتوسيع نطاقه ليشمل مختلف أنحاء المغرب.
كما أكّد على التزام جميع الفاعلين في هذا المجال، من مربو نحل ومختصين وجمعيات، بالرؤية الاستراتيجية المعتمدة لتطويره وتحسين جودة المنتجات المحلية.
وأبرزت أمل علمي، ممثلة التعاونية الفلاحية “الياسمين” للنحل، تنوع العسل المغربي، بفضل غنى الطبيعة المغربية، حيث يتم إنتاج أنواع مختلفة من العسل، ليس فقط للاستهلاك الغذائي، بل ولأغراض علاجية أيضاً.
وتُولي التعاونية “الياسمين” اهتماماً خاصاً بإرضاء جميع الأذواق وتلبية احتياجات مختلف فئات الزبائن، من خلال تشجيع استهلاك العسل بمختلف أنواعه واستخداماته.
كما تُركز على استكشاف الطرق الممكنة للحفاظ على جودة العسل من خلال مقاربة حيوية، تُراعي سلامة البيئة وصحة النحل.
ويُعدّ فتح السوق الأوروبية أمام العسل المغربي بمثابة فرصة ذهبية لتعزيز الولوج إلى الأسواق العالمية، وتوسيع قاعدة المستهلكين، وتحقيق عائدات مالية مهمة لمنتجي هذا القطاع.
ويتطلب نجاح هذا المسار تضافر الجهود من جميع الأطراف المعنية، من حكومة ومؤسسات رسمية وقطاع خاص ومجتمع مدني.
فمن خلال العمل المشترك، يمكن للمغرب تعزيز مكانة العسل المغربي كمنتج استراتيجي ذي قيمة مضافة عالية، يُساهم في تنمية الاقتصاد الوطني وتحسين رفاهية مربي النحل في مختلف أنحاء البلاد.
ويُمثل فتح السوق الأوروبية أمام العسل المغربي خطوة هامة نحو تعزيز مكانة هذا المنتج الفريد على الصعيد الدولي.
و بفضل الجهود المبذولة من قبل مختلف الفاعلين، يتطلع المغرب إلى الاستفادة القصوى من هذه الفرصة الذهبية، لجعل العسل المغربي علامة تجارية عالمية تُعرف بجودتها العالية وفوائدها المتعددة.