حول إمكانية تطوير الموقف الفرنسي من قضية الصحراء المغربية لِيصب في مصلحة المملكة المغربية،
توصل الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون“، بتقرير من “برنارد إيمييه” مدير المخابرات الخارجية، المعروفة اختصارا بـ”DGSE”.
يأتي ذلك نزولا عند رغبة ماكرون الذي سبق وطالب مدير مخابراته الخارجية، بإعداد تقرير استخباراتي عاجل،
وذلك على إثر مطالبة الرباط بموقف واضح وصريح، ولا يتحمل التأويل من قضية الصحراء المغربية.
وكان مجموعة من الخبراء، استبعدوا أن يأخذ “ماكرون” بما جاء في تقرير “إيمييه”، بالنظر إلى بروز إشارات إيجابية على بدأ عودة المياه إلى مجاريها، بين باريس والرباط.
وبالمقابل، يعتقد فريق آخر أن احتمال خضوع الرئيس الفرنسي لإملاءات مخابراته الخارجية، في ملف يشكل حساسية كبيرة للمغرب، يبقى ضعيفا،
ما يعني أن الأزمة بين البلدين ستعود إلى نقطة الصفر، وربما إلى نقطة اللاعودة.
وأوصت المخابرات الفرنسية ماكرون بعدم تغيير موقفه من الصحراء المغربية، والثبات على نفس الموقف الملتبس،
وبالتالي فقبول الرئيس الفرنسي بتوصيات مخابراته، سيظهر الجمهورية وكأنها تنافق المغرب، وتلعب على الحبلين.
وبخصوص تقرير الـ” DGSE”: “فمنذ بداية الأزمة كانت المواقف الفرنسية اتجاه موضوع الصحراء تنبني على إيجاد حل،
يتم التفاوض عليه تحث السيادة المغربية لصراع إقليمي يعود إلى أكثر من أربعة عقود”.
واعتبر التقرير أن الاعتراف المباشر بمغربية الصحراء تعترضه العديد من العقبات والعراقيل الجيوسياسية التي لا تخدم مصالح الجمهورية الفرنسية،
إذ سيكون بمثابة إعلان حرب على مصالحها الاقتصادية في الجزائر.
الصحراء المغربية والجزائر
وقال تقرير المخابرات الفرنسية: “الجزائر تعتبر سوقا خصبة وواسعة لتصريف بضائعنا ولدينا الكثير من الامتيازات هناك
كما أن السلطات الجزائرية تغض الطرف عن الكثير من المخالفات
التي تصدر من طرف مؤسساتنا هناك ولدينا أكثر من 500 مشروع في قطاع الطاقة والصناعات الميكانيكية والصيدلانية وصولا إلى الخدمات في المرتبة الأخيرة”.
كما أن الحكومة الجزائرية عرضت علينا الدخول كشريك مهم في سوناطراك مقابل عدم الاعتراف بمغربية الصحراء”.
ونبهت المخابرات الفرنسية ماكرون لعدم الاعتراف بمغربية الصحراء بشكل مباشر،
بسبب المنافسة الكبيرة التي تتعرض لها مصالحها في الجزائر من طرف الصين التي دخلت
إلى قطاعات عديدة من تشييد الطرق والجسور إلى بيع القماش والألعاب ومنتوجات أخرى،
كما أن روسيا بدأت تنافس فرنسا استخباراتيا، واستحوذت أيضا على العديد من الصفقات العسكرية،
وتخطط لإنجاز العديد من الاستثمارات في الجزائر وتصدير منتوجاتها عبر أراضيها، لمجموع الدول الإفريقية.
وأكد التقرير الاستخباراتي أن أي اعتراف بمغربية الصحراء، “سيكون بمثابة خطأ جيوسياسي كبير وهذا سيكون ضد المصالِح العليا لفرنسا هناك
وستميل الكفة لصالح المنافس الروسي والصيني لهذا يجب أن يبقى موقف الجمهورية الفرنسية ثابت”.