الرئيس الجزائري يقلد المغرب في 3 مشاريع ويوجه اتهاما جديدا في التفاصيل، عاد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لتوجيه اتهاماته إلى المغرب، زاعمًا أن الجزائر تتعرض لـ”حرب غير معلنة” عبر إغراقها بالمخدرات من الحدود الغربية والجنوبية. جاء ذلك خلال اجتماع لمجلس الوزراء، حيث اعتبر تبون أن هذه “الحرب” تستهدف الشباب الجزائري وتهدد القيم الاجتماعية في البلاد بحسب زعمه.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتهم فيها الجزائر المغرب بهذا النوع من الادعاءات، إذ يرى مراقبون أن هذه التصريحات محاولات متكررة لصرف الأنظار عن المشاكل الداخلية، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي تواجهها البلاد.
الرئيس الجزائري وتقليد المغرب
إلى جانب هذه الاتهامات، يبدو أن الجزائر تنتهج سياسة تقليد المشاريع والسياسات المغربية دون تقديم رؤية خاصة بها أو دراسات معمقة لضمان نجاحها.
- مشروع الطريق السيار المائي:
أعلن الرئيس الجزائري عن مشروع لربط السدود الجزائرية بشبكة مائية، وهو مستوحى بشكل واضح من التجربة المغربية في إدارة الموارد المائية، لكن المشروع الجزائري لا يبدو أنه يستند إلى خطة واضحة أو دراسات دقيقة لضمان فعاليته. - حظر ذب ح النعاج:
سارعت الجزائر إلى اتخاذ قرار مشابه للمغرب، الذي سبق أن فرض حظرًا على ذب ح النعاج كجزء من استراتيجية لدعم المربين وتنظيم سوق الماشية. لكن بينما جاء القرار المغربي في إطار خطة مدروسة لدعم الثروة الحيوانية، افتقر القرار الجزائري إلى خطة تنفيذية واضحة، ما أثار جدلًا واسعًا بين المربين. - مشاريع البنية التحتية والمعابر التجارية:
بعد نجاح المغرب في تأمين معبر الكركرات وتحويله إلى شريان تجاري رئيسي يربط أوروبا بإفريقيا، أعلنت الجزائر عن مشروع معبر “تندوف-الزويرات” مع موريتانيا، في محاولة واضحة لمنافسة المغرب. لكن ضعف النشاط التجاري في المنطقة وعدم وجود بنية اقتصادية داعمة يثيران تساؤلات حول جدوى هذا المشروع.
كما أطلقت الرئيس الجزائري مشروع طريق “تندوف-الزويرات” بعد إعلان المغرب عن الطريق السريع “تزنيت-الداخلة”، الذي يهدف إلى تعزيز الربط بين شمال المملكة وأقاليمها الجنوبية وتسهيل التجارة الإفريقية. غير أن المشروع الجزائري يواجه صعوبات كبيرة بسبب قلة النشاط الاقتصادي في المنطقة وضعف العوائد المنتظرة منه.
التراث والرياضة: محاولات استنساخ بلا هوية
لم يقتصر التقليد الجزائري على الاقتصاد والبنية التحتية، بل امتد إلى التراث والرياضة، في محاولات مستمرة لنسب عناصر من الثقافة المغربية إلى الجزائر.
محاولات نسب التراث المغربي:
الجزائر سعت إلى نسب أطباق مغربية شهيرة، مثل “الحريرة” و”الكسكس”، إلى تراثها، كما حاولت الادعاء بأن “القفطان” المغربي والزليج من إبداعاتها، رغم الاعتراف الدولي بجذورها المغربية.
تشويه إنجازات المغرب في الرياضة:
حتى على المستوى الرياضي، لم يسلم المغرب من الادعاءات الجزائرية. فبعد الإنجاز التاريخي لـأسود الأطلس في مونديال قطر 2022 بوصولهم إلى نصف النهائي واحتلالهم المركز الرابع عالميًا، خرجت بعض التصريحات الجزائرية تزعم أن منتخبهم هو الذي كان يستحق هذا الإنجاز، في تجاهل واضح للواقع.
غياب الابتكار والتخطيط الاستراتيجي
تعكس هذه السياسة الجزائرية أزمة واضحة في الإبداع والتخطيط، حيث تلجأ الحكومة إلى استنساخ المشاريع المغربية الناجحة دون تطوير رؤية مستقلة تناسب واقعها واحتياجاتها. وبدلًا من تبني استراتيجيات قائمة على دراسات شاملة ورؤية مستقبلية، يبدو أن الجزائر تكتفي بمجاراة خطوات المغرب، حتى لو لم تكن مناسبة لطبيعة اقتصادها ومجتمعها.