أنا الخبر ـ متابعة
جدد الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، اتهاماته إلى المغرب، كحال جميع تصريحاته الإعلامية التي أصبح فيها المغرب دائم الحضور على لسانه، وهذه المرة عبر حوار مع مجلة “دير شبيغل” الألمانية التي نشرت تفاصيل الحوار الذي جرى قبل حادثة مقتل 3 جزائريين في الصحراء المغربية، ونشرته المجلة في 5 نونبر الجاري.
وفي معرض رده على أحد أسئلة المجلة التي كانت في أغلبها حول الخلاف بين الجزائر وفرنسا بسبب تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون الذي نفى فيها وجود “أمة جزائرية” قبل الاستعمار الفرنسي، قال تبون حول قرار حظر تحليق الطائرات المغربية فوق الأجواء الجزائرية، بأن “المغاربة يريدون تقسيم الجزائر”، مضيفا بأن “ممثلهم في الأمم المتحدة عبر عن نفسه بوضوح عندما أشار إلى استقلال منطقة القبائل، ولم يصحح أقواله المسؤولون المغاربة ولا حتى الملك المغربي، الأمر الذي أدى في النهاية إلى قطعنا للعلاقات مع المغرب”.
وصرح تبون وفق ما كتبته “الصحيفة”، حول سؤال المجلة الألمانية حول استمرار دعم الجزائر لـ”البوليساريو” بالرغم من أن المغرب يعتبر المنطقة المتنازع عليها هي أراضيه، بأن “نحن مع الشعب الصحراوي الذي يقرر مصيره بنفسه، لكن المغرب لا يلتزم بهذا الأمر كما تعلم”.
وأضاف الرئيس الجزائري في هذا السياق وفق “الصحيفة“، “هناك شيء يزعجني في التصور العام لكلا البلدين، ففي المغرب، الملك غني، لكن نسبة الأمية لا تزال 45 في المائة، وفي بلادنا تبلغ 9 في المائة فقط، وتتخيل أوروبا عن طريق الخطأ أن المغرب بطاقة بريدية جميلة، وتصورنا كنظام مشابه لنظام كوريا الشمالية” قبل أن يضيف تبون “نحن دولة منفتحة للغاية”.
وينضاف هذا الحوار إلى عدد من الحوارات التي أجراها الرئيس الجزائري في الشهور الأخيرة، مع عدد من وسائل الإعلام الجزائرية والأجنبية، وفي كل مرة يجدد فيها الاتهامات نحو المغرب، معتبرا إياه السبب في كل ما يحصل للجزائر من مشاكل.
ويرى عدد من المحللين، أن هذه النزعة العدائية تجاه المغرب من طرف النظام الجزائري، التي لم تكن حتى في السنوات الماضية عندما كان التوتر على أشده، يرجع بالدرجة الأولى إلى محاولة النظام إبعاد الشعب الجزائري عن المشاكل الحقيقية التي تعاني منها البلاد، خاصة أن الجزائر كانت تشهد حراكا احتجاجيا كبيرا اجتاح مختلف مناطق البلاد.
وتعاني الجزائر من مشاكل اقتصادية واجتماعية عديدة، زاد وباء كورونا من تفاقمها، وبالتالي فإن النظام في محاولة لتصريف الاحتقان الداخلي، قرر جعل المغرب “عدوا كلاسيكيا” للهروب إلى الأمام، وفق عدد من المتتبعين.