أنا الخبر ـ متابعة
بقدر ما مثل موقف رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز ووزير خارجيته من قضية النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، حينما تبنى بشكل واضح ورسمي مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب، تحولا عميقا وجذريا في السياسة الخارجية للحكومة الإسبانية، خصوصا ما يتعلق منها بعلاقات الجوار مع المغرب.
فإن في المقابل مثل صدمة قوية وعنيفة للسلطات الجزائرية، رئاسة وحكومة، ومؤسسة عسكرية نافذة هناك، حيث لم تكن الأوساط الجزائرية الرسمية، الحكومية منها والعسكرية، تتوقع هذا التحول المفاجىء في الموقف الإسباني من قضية النزاع في الصحراء المغربية التي لا تتوانى السلذات الجزائرية في الادعاء بأنها ليست طرفا فيه.
حيث أصيبت الأوساط الرسمية بذهول إزاء ما حدث، وهي التي كانت واثقة في أن الحكومة الإسبانية مجبرة ومضطرة للخضوع لرغباتها وإرادتها في معاداة المغرب بسبب التلويح والتهديد باستعمال ورقة الغاز الجزائري الذي يصل التراب الإسباني.
وتمثل الذهول وفق ما كتبته “العلم”، في الصمت الذي تعاملت به الحكومة الجزائرية مع الحدث، وانتظرت يوما كاملا لتعلن عن استدعاء سفيرها في مدريد قصد التشاور، وأعربت الخارجية الجزائرية عن استغرابها مما سمته (التحول المفاجئ) وبالتالي فإن الجزائر الرسمية التي تردد باستمرار أنها ليست طرفا في النزاع المفتعل، كانت الدولة الوحيدة التي عبرت عن غضبها ومعارضتها لقرار سيادي إسباني لا علاقة للجزائر به، ولا يتعلق موضوعه بالجزائر أصلا.
مقابل ذلك، لقي الموقف الإسباني الجديد ترحيبا من الإدارة الأمريكية حيث صرح متحدث باسم وزارة خارجيتها السيد نيد برايس ساعات قليلة بعد صدور بلاغات رسمية في المغرب وإسبانيا في هذا الصدد قائلا “نحن نشاطر إسبانيا موقفها الذي عبرت عنه بخصوص قضية الصحراء، وعلاقاتها مع المغرب، وأن مشروع الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب يعتبر خطوة جادة وذات مصداقية وواقعية.