بالرغم من أنه لم يمر على انطلاق الدوري التونسي الممتاز لكرة القدم سوى خمس جولات، إلا أنها كانت كافية لإحداث تغييرات بالجملة في الأطر الفنية للفرق، حيث فكت سبعة أندية الارتباط بمدربيها، في محاولة لتصحيح المسار وإرضاء الجماهير.
وكان آخر المغادرين، البرتغالي ميغيل كاردوزو، الذي أعلن نادي (الترجي الرياضي) أمس الثلاثاء الانفصال عنه، على أن يتولى اسكندر القصري الاشراف، وبصفة مؤقتة، على تمارين الفريق إلى حين التعاقد مع مدرب جديد.
وجاء قرار الانفصال عن الإطار الفني البرتغالي، على خلفية توالي النتائج السلبية للفريق الذي اكتفى خلال الجولات الثلاث الأخيرة من البطولة بتعادلين أمام الملعب التونسي ونجم المتلوي وخسارة أمام الترجي الجرجيسي خلال الجولة الخامسة، كانت بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس.
وكتبت صحيفة (الصحافة اليوم) في هذا الصدد أن “وضعية ميغيل كاردوزو تغيرت من منقذ ثم ملهم إلى منبوذ من أغلب جماهير الترجي التي صبت جام غضبها على البرتغالي في أعقاب الهزيمة ضد ترجي جرسيس، وهي الأولى في الموسم غير أن تداعياتها كانت وخيمة حيث أغلقت صفحة الود بين الطرفين وأعادت الفريق إلى المربع الأول”.
غير أن الصحيفة سجلت أن كاردوزو لا يمكن أن يتحمل المسؤولية كاملة عن “الوجه الشاحب” للفريق، في ظل مرور الركائز الأساسية للمجموعة “بفترة فراغ طال أمدها، فضلا عن الثقة الزائدة التي ورطت العديد من الأسماء البارزة “.
من جهتها قالت صحيفة (المغرب) إنه “رغم نزول الهيئة الإدارية للترجي بكل ثقلها في الميركاتو الصيفي وتعزيز الرصيد البشري للفريق بصفقات كبيرة وأسماء وازنة، إلا أن انطلاقة الموسم لم تكن في مستوى تطلعات الجماهير”.
وأبرزت أن الهزيمة أمام الترجي الجرجيسي “شكلت القطرة التي أفاضت الكأس وفتحت الأبواب لتحميل المسؤولية الكاملة للإطار الفني بقيادة البرتغالي كاردوزو، ومطالبة رئيس النادي بالتعجيل بإقالته والبحث عن البديل القادر على استغلال الزاد البشري الثري الذي يمتلكه الفريق” لاسيما وأن مباريات دور المجموعات في كأس رابطة أبطال إفريقيا على الأبواب.
وتولى كاردوزو تدريب الترجي الرياضي خلال يناير الماضي بموجب عقد لمدة عام ونصف العام، فتحت قيادته أحرز الفريق لقب البطولة الوطنية وبلغ الدور النهائي لرابطة أبطال افريقيا الذي خسره أمام الأهلي المصري. وبالاضافة إلى مدرب الترجي الرياضي كاردوزو، ضمت قائمة المدربين الذين غادروا أنديتهم إلى حد الآن، حمادي الدو (النجم الساحلي)، والمنذر مخلوف (نجم المتلوي) ، وسمير الجويلي (قوافل قفصة) ، وحكيم الزحافي (اتحاد تطاوين)، وناصيف البياوي (الأولمبي الباجي)، والإطار المغربي عبد المجيد الدين الجيلاني (مستقبل قابس).
وفي تعليقها على ظاهرة تغيير المدربين في تونس، قالت صحيفة (الصباح) إن هذه الاقالات والاستقالات جاءت نتيجة لتواتر النتائج السلبية للفرق المعنية وتحت ضغط الجماهير التي سلطت غضبها على المدربين وحملتهم مسؤولية التراجع في المستوى وفي النتائج.
وكتبت الصحيفة: “تختلف الأسباب، لكن النهاية واحدة، الإقالة أو الإستقالة، تلك هي تقاليد بطولتنا منذ سنوات، المدرب وحده يدفع ثمن العثرات مهما كانت الظروف. كل المدربين مقالين مع تأجيل التنفيذ، وربما ستعصف الجولات القادمة بأسماء أخرى”.
ولم يقتصر مسلسل تغيير المدربين في تونس على أندية الصفوة فقط، بل امتد إلى المنتخب الوطني حيث أعلنت هيئة التسوية المكلفة بتسيير شؤون جامعة كرة القدم ، أمس الثلاثاء، فك الارتباط مع مدرب المنتخب فوزي البنزرتي بالتراضي.