أكد خبراء وسياسيون أفارقة، اليوم الخميس بطنجة، على ضرورة إصلاح مجلس الأمن الدولي والعمل على تحسين آليات تمويل المنظمات الإقليمية داخل القارة.
خلال مائدة مستديرة تحت عنوان “مجلس الأمن الأممي ومجلس السلام و الأمن في الاتحاد الأفريقي، والتدخلات الأجنبية : ما هي الاستراتيجيات للتعامل بشكل أفضل مع الأزمات الحالية المتعددة وضمان السيادة الاستراتيجية لأفريقيا؟”، والتي تم تنظيمها في إطار النسخة الخامسة عشرة من منتدى MEDays الدولي، دعا المشاركون إلى إصلاح شامل لمجلس الأمن التابع لمنظمة الأمم المتحدة، من أجل تضمين القارة الأفريقية وتكييف المجلس مع التحولات النموذجية الجيوسياسية الدولية.
ورأى الخبراء أيضا أن المنظمات الإقليمية داخل القارة، بما في ذلك الاتحاد الأفريقي، تناضل من أجل التحرك بفعالية للتعامل مع مختلف الأزمات التي تواجه البلدان الأفريقية، لا سيما بسبب نقص الموارد المالية الذي يحد عمليا من تحركاتها.
وفي كلمته بهذه المناسبة، اعتبر وزير الخارجية والتشاديين المقيمين بالخارج والتعاون الدولي، محمد صالح النظيف، بوجود توازن ما للقوى داخل مجلس الأمن الدولي، والذي يحول دون اتخاذ قرارات معينة، مشيرا إلى “سياسة المعايير المزدوجة” للمؤسسة الدولية.
وتساءل الوزير التشادي عن دور مجلس الأمن، وكذلك محكمة العدل الدولية، الذي “يهدف إلى حماية الدول والساكنة، ولكنها في الأساس تهاجم الدول الصغيرة”، داعيا إلى إصلاح هذه المؤسسات من أجل اتخاذ قرارات أكثر عدلا وإنصافا.
من جانبه، اعتبر الوزير-مستشار رئيس جمهورية السنغال مانكور ندياي، أن مسألة إصلاح مجلس الأمن معقدة ويصعب تنفيذها، وتتطلب مصادقة جميع الدول عليها وتعتمد بالأساس على الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن.
وعلى المستوى القاري، أبرز السيد ندياي تعدد المنظمات الإقليمية الإفريقية الذي يفوق بكثير عدد مناطق القارة، مما يسبب تداخلا في صلاحياتها، وهو ما يستوجب إعادة التفكير في مهامها وترشيدها لتحقيق المزيد من النجاعة.
من جانبه، أشار وزير الخارجية والتعاون والبوركينابيين المقيمين بالخارج السابق، ألفا باري، إلى أنه، على غرار مجموعة الساحل الخمس، التي “واجهت التحديات المالية وعدم ثقة الدول الأفريقية، أو خطة عمل الاتحاد الأفريقي من أجل منطقة الساحل التي لم تؤت ثمارها أبدا”، فإن المنظمة الإفريقية وكذلك مجلس السلام والأمن التابع لها مقيدان بسبب افتقارهما إلى التمويل، الذي يعتمد بشكل أساسي على الموارد الأجنبية، مما يقوض تمكينهما.
وحول مسألة التمويل هذه، أكد وزير الخارجية الكيني السابق، رافائيل توجو، أن النماذج الجيوسياسية تقوم على توازن القوى الاقتصادية، مشيرا إلى أنه لو كانت القارة الأفريقية تتمتع بثقل اقتصادي كبير، فإن “العدالة ستكون لصالحها” على مستوى المؤسسات الدولية.
وافتتحت مساء الأربعاء فعاليات الدورة الخامسة عشرة للمنتدى الدولي “ميدايز” رسميا، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
ويناقش المنتدى، الذي ينظمه معهد أماديوس، موضوع الأزمات المتعددة والرهانات المركبة التي يواجهها العالم اليوم، بهدف تسليط الضوء على سبل التفكير القادرة على تقديم إجابات مبتكرة وخلاقة ومتعددة الأبعاد ومتأقلمة مع الإشكاليات الراهنة.