بقلم: جعفر الحر
نشر الارهابي محمد حاجب، بتاريخ 26 غشت الماضي، على حائطه الفيسبوكي نسخة لبيان تنظيم “داعش” الارهابي المنشور على موقع “أعماق” التابع لها، تتبنى فيه مسؤوليتها عن التفجير الانتحاري الذي وقع بمطار كابل (أفغانستان) و أوقع عشرات القتلى ومئات الجرحى، والذي نفذه إرهابي يدعى “عبد الرحمن اللوغري” الذي ينتمي لفرعها بتنظيم الدولة لولاية خراسان، وتضمنت التغريدة إضافة للبيان صورة للإرهابي المفترض الذي نفذ العملية.
وفي ذلك إشادة وترويج واضح لهذا العمل الارهابي الجبان، رغم أنه (الارهابي محمد حاجب) حاول تغليف نشره للبيان بعنوان “كلاب داعش” بغية التحوير عن المراد الحقيقي من نشره للمحتوى الارهابي، وهي طريقة (التقية) بدأ يلجأ إليها منذ أن تم تنبيهه من طرف المخابرات الألمانية ليأخذ حذره مما يقول وينشر من دعوات صريحة لتنفيذ عمليات ارهابية وانتحارية، ويغير خطابه العنيف بإشارات مبطنة أو إعمال المثل القائل “دس السم في العسل” حتى لا يقع تحت المساءلة ويحرج دولة ألمانيا التي توفر له ملاذا آمنا.
مناسبة العودة لهذه التدوينة بالحائط الفايسبوكي للإرهابي محمد حاجب هي واقعة تفكيك الأجهزة الأمنية المغربية لخلية ارهابية بمدينة الرشيدية، ورغم أن الحدث ليس جديدا فقد عوَّدتنا الأجهزة المغربية على ضربات استباقية للخلايا الارهابية قبل بلوغها مرحلة التنفيذ المادي لمخططاتهما الإرهابية التي تحدق بأمن الوطن والمواطن، لكن الجديد في الأمر هو أن عمليات التفتيش المنجزة بمحلات سكن المشتبه فيهم كشفت عن وجود ملصقات تمجد ما يسمى “ولاية خراسان” التابعة لتنظيم “داعش”، حيث كانت الخلايا المفككة سابقة تكتفى بمبايعة التنظيم الارهابي الأم.
نشر محمد حاجب للبيان وتمجيد خلية الرشيدية يفيد أن تنظيم داعش بولاية خراسان الذي نفذ عملية انفجار كابل وقتل “الأمريكيين الكافرين والجواسيس الذين عملوا معهم”، أصبح النموذج الجديد الذي يلهم مروجي وأبواق الارهاب في العالم من أمثال محمد حاجب للاستمرار للتحريض وبعث روح الأمل في ضعاف النفوس بأن شعلة “الجهاد” مستمرة، خصوصا بعد انحسار دور تنظيم داعش الأم في سوريا والعراق والضربات التي وُجِهت لها بمنطقة الساحل وافريقيا.
رغم رداء التقية الذي يلبسه الارهابي محمد حاجب مؤخرا لكنه لا يستطيع إخفاء فرحه كلما نفذت جهة إرهابية عملية ما في العالم، كما حدث عند قطع رأس أستاذ في فرنسا وعملية الطعن في ألمانيا التي تأويه وانفجار مطار كابل، خصوصا العملية الأخيرة باعتبارها تشفي غليله لسببين، لأنها أوقعت عددا كبير من الضحايا من جهة، ومن جهة أخرى رغبته السابقة في الالتحاق بمعسكرات الجماعات الارهابية بأفغانستان قبل أن تقبض عليه السلطات الباكستانية، ولولا هذا لكان بينهم الآن أو لكان هو نفسه منفذ التفجير الانتحاري.
العلاقة قائمة بشكل موضوعي، وإن لم يكن بشكل مباشر، بين المحرض على الارهاب محمد حاجب الذي أشاد بتفجيرات تنظيم داعش بولاية خراسان، وبين خلية الرشيدية الارهابية التي بايعت تنظيم داعش ومجدت عمليات فرعها بولاية خراسان، وخطر الأول لا يقل عن الخلية، فاستغلال مواقع التواصل الاجتماعي للتحريض عل الارهاب والإشادة به يتسبب في التغرير بضعاف النفس وتوجيههم نحو الخطأ باسم الدين بينما ينعم هو من وراء شاشة الكاميرا بحياة رغيدة ببلاد الكفار الذين يحرض ضدهم.