أنا الخبر ـ متابعة
رغم المحاولات المستمرة لتخفيف حدة تدهور العلاقات بين بلدها وبين المغرب، إلا أن وزيرة الخارجية بالحكومة الإسبانية، تستمر في تصعيد لهجتها نحو السلطات المغربية عقب الهجرة الجماعية لآلاف من المغاربة إلى سبتة مند يوم الاثنين الفائت.
وفي أحدث تصريحاتها، قالت الوزيرة أرانشا غونزاليس لايا، إن تدفق المهاجرين على سبتة “رد أحادي الجانب” من المغرب على “استقبال زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي بإسبانيا”. وهي تشير بذلك إلى أن المغرب قصد تخفيف مراقبة حدوده. لكنها حذرت من أن هذه الأعمال “لن ترغم إسبانيا على تغيير موقف حكومة بلادها إزاء قضية الصحراء”. وقالت إن موقف بلادها ” لم يتغير بتاتا قيد أنملة، وهو كذلك في السر كما في العلن”.
الوزيرة شددت في مقابلة مع قناة RTVE، اليوم الأربعاء، على أن هذا الاستقبال لم يكن يشكل بحسب تقدير السلطات الإسبانية عملا عدوانيا إزاء المغرب.
لايا أوضحت أن “رفض المبادرة الإنسانية من إسبانيا في هذا الخصوص، هو ما أفضى إلى أزمة الهجرة”، مستدركة بالقول إن بلدها “لم يبدأ هذا التصعيد، كما لن يغذي استمراره”.
وأردفت: “لم نكن نرغب من وراء المبادرة الإنسانية إزاء شخص مريض للغاية، أن تشكل ملامح اعتداء صارخ على المغرب. ورغم أننا لا نريد أي تصعيد، إلا أننا حازمون في الدفاع عن حدود البلاد، وأمنها”.
وبحسب الوزيرة، فقد قدمت السلطات الإسبانية “كافة التوضيحات المناسبة إلى المغرب بخصوص الرعاية الطبية التي تقدم إلى إبراهيم غالي”. هذه التوضيحات “قدمت لمرات عدة، وعبر قنوات مختلفة.. إسبانيا لديها تقاليد إنسانية، وهي تقوم بها عندما تكون الحالات تستدعي ذلك بالضرورة، في احترام لجيرانها، دون أي رغبة في التصعيد ضد أي كان”.
وأضافت أن “إسبانيا ملتزمة إزاء غالي بتقديم المساعدة الطبية حتى شفائه، وإذا كانت لديه قضايا لدى المحاكم الوطنية، فإنه يتعين عليه أن يخضع للإجراءات المتخذة في هذا الصدد مثل أي مواطن آخر”.
واليوم، قامت المحكمة الوطنية باستدعاء غالي لجلسة استجواب يوم فاتح يونيو المقبل للرد على أسئلة تتعلق بدوره في جرائم حرب.
وحثت هذه الوزيرة المغرب على إعادة العلاقات بين البلدين إلى سكتها، معتبرة أن “القنوات كلها مفتوحة” لتحقيق ذلك، دونما أن تؤكد ما إن كانت هذه القنوات تشمل أيضا الملك فيليبي السادس.
وبخصوص استدعاء سفيرة المغرب في مدريد أمس الثلاثاء، قالت لايا إن “إحدى الرسائل التي قمت بنقلها إلى سفيرة المغرب، أنني أنظر إلى المستقبل، ومعنى ذلك أن الأحداث التي رأيناها في الساعات الأخيرة لا يجب أن تقع.. لقد أعيد غالبية الذين دخلوا سبتة، وعلينا توطيد علاقتنا مجددا”. (اليوم 24)