أنا الخبر ـ هسبريس
منذ اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، باتت الجزائر تسعى جاهدة لتغيير هذا الموقف، خاصة بعد تعيين الرئيس الجديد جو بايدن.
ورغم الضغوط التي يمارسها بعض السيناتورات الموالين لجبهة البوليساريو، يستبعد مراقبون تراجع الإدارة الأمريكية الجديدة عن الاعتراف بمغربية الصحراء بالنظر إلى التعاون الوثيق الذي يجمع الرباط وواشنطن في مختلف المجالات، وخصوصا الأمنية والعسكرية.
وفي هذا الإطار قال حسن بلوان، محلل سياسي خبير في العلاقات الدولية، إن الجزائر تسعى جاهدة لإرسال رسائل الود إلى الإدارة الامريكية الجديدة منذ إعلان انتخاب الرئيس بايدن، بعد تلقيها صفعة ترامب المدوية بإعلانه الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه.
وأضاف أنه “منذ تنصيب الرئيس جو بايدن، كثفت الجزائر اتصالاتها للضغط على مسؤولي الإدارة الجديدة لإلغاء قرار ترامب أو إعلان التراجع عنه”، موضحا أنه لتحقيق هدفها، تعتمد الجزائر أربع آليات، “لم تحقق كلها أي اختراق يذكر”.
الآلية الأولى التي ذكرها بلوان، ترتبط بـ”الترويج إعلاميا لمغالطات وأكاذيب توحي بأن الإدارة الجديدة ألغت أو ستلغي القرار الأمريكي حول الصحراء، خاصة بعد أن قامت بأرشفة جميع قرارات الإدارة السابقة، وهو إجراء اعتيادي مع كل مرحلة جديدة”.
ثاني الآليات، تهم “ضخ المزيد من أموال الشعب الجزائري لتمويل وإعادة تنشيط اللوبي الأمريكي الداعم للجزائر والبوليساريو، حيث حاول السيناتور جيمس انهوف إثارة موضوع الصحراء المغربية في جلسة تنصيب وزير الدفاع الأمريكي الجديد دون أن يحصل على مراده”.
الآلية الثالثة التي جربتها الجزائر لـ”الإطاحة” بالاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، كانت “بعث وزير الخارجية الجزائر صبري بوقادوم لرسائل التهنئة مباشرة بعد تنصيب وزير الخارجية الجديد بلينكن وحثه على التعاون الثنائي في القضايا الإقليمية، دون أن يتلقى إشارات إيجابية”.
أما الآلية الأخيرة التي ذكرها بلوان، فهي “استعانة الجزائر بحلفائها التقليديين، خاصة داخل القارة الإفريقية من خلال توكيل وزارة الخارجية في جنوب إفريقيا التي دعت مباشرة الرئيس بايدن إلى إلغاء قرار الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه”.
وقال المتحدث: “رغم ذلك، لا يمكن إنكار أن الإدارة الجديدة أعلنت التراجع عن مجموعة من قرارات ترامب أو مراجعتها أو إعادة دراستها وفق رؤية بايدن وفريقه لمصالح وأهداف الولايات المتحدة الأمريكية الاستراتيجية ذات الأولوية، بما فيها الموقعة في إطار اتفاقيات ابراهام بين بعض الدول العربية وإسرائيل، دون الإشارة لموضوع الصحراء المغربية”.
واستبعد بلوان إمكانية التراجع عن القرار الأمريكي حول الصحراء المغربية لمجموعة من الأسباب الأساسية، أهمها الموقف الذي عبر عنه ترامب صراحة بإعلان رئاسي حول الصحراء، وهو قرار دولة تبنته معظم الإدارات السابقة، الديمقراطية والجمهورية، وشكل صلب السياسة الأمريكية تجاه قضية الصحراء المغربية.
وأضاف المحلل السياسي أن “إدارة بايدن تختلف مع الإدارة السابقة في جميع القضايا والملفات باستثناء اتفاقات ابراهام التي رحبت بها ودعت إلى دعمها وتوسيع مجالها؛ إذن لا يمكن أن تغامر الإدارة الجديدة بهذا الزخم، خاصة وأن جو بايدن ونائبته كاملا هاريس من أشد المدافعين عن إسرائيل ومن أكبر أصدقائها، مع الإشارة إلى أن هناك مجموعة من المناصب الحساسة في إسرائيل يشغلها يهود من أصول مغربية”.
وتابع قائلا: “رغم وجود بعض الوجوه في فريق بايدن تتبنى توجهات معاكسة لحقوق المغرب ومصالحه المشروعة (كمديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سامانثا باور)، إلا أن الغالبية العظمى تتماشى والطرح التقليدي للولايات المتحدة الأمريكية الداعم للمغرب واعتباره حليفا تاريخيا واستراتيجيا”.
وختم الخبير في العلاقات الدولية بأنه “لا يمكن التغاضي عن دور اليهود المغاربة في جميع أنحاء العالم الذين انخرطوا بكثافة في قضية الصحراء المغربية، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، وأي تقصير في هذا المجال يمكن أن يؤثر على التراكمات الايجابية التي حققها المغرب في سعيه لطي هذا النزاع المفتعل”.