الجزائر تراهن على إيران لتطويق المغرب عبر موريتانيا في التفاصيل،
ظلت إفريقيا لوقت طويل ملعبا مبتكرا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا،
لكن السنوات الأخيرة شهدت ظهور لاعبين جدد يبحثون عن موطئ قدم لهم في القارة السمراء خصوصا شمال إفريقيا.
معطى تفسره الزيارة الأخيرة لحسين أمير عبد اللهيان وزير الخارجية الإيراني على رأس وفد هام إلى موريتانيا،
رغم طابعها التجاري في الظاهر، مما يهدد بتحويل المنطقة إلى نقطة ساخنة لصراع جديد بين القوى العظمى.
إيران لا تحاول فقط توطيد علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع موريتانيا بل تسعى جاهدة للنفوذ في منطقة الساحل،
ومن ثم تطويق المغرب بالتعاون مع حليفتها التقليدية الجزائر التي رفعت من تحركاتها منذ 2020 وتحديدا تاريخ الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء واستئناف العلاقات مع إسرائيل..
دخول إيران لاعبا جديدا في المنطقة يهدد بزيادة الاضطرابات الجيوسياسية ويفتح المجال أمام تطورات وسيناريوهات مفتوحة على كل الاحتمالات،
خصوصا في ظل الصراعات الإقليمية والعالمية في أكثر من منطقة حول العالم.
المغرب استبق الخطوة الإيرانية من خلال عدد من المبادرات بما فيها تنظيم النسخة الثانية،
من المنتدى الاقتصادي الموريتاني المغربي أواخر سنة 2022 لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين،
في انتظار تنظيم النسخة المقبلة نهاية الشهر الجاري بنواكشط وتوقيع بروتوكول اتفاق للتعاون في مجال البحث العلمي الخاص بقطاع الصيد البحري مأخرا.
وتكتسي موريتانيا أهمية بالغة في العمق الاستراتيجي للملكة من الجهة الجنوبية،
خصوصا في إطار التحولات التي تشهدها الصحراء على المستوى الاقتصادي،
والهادفة إلى تحويلها إلى قطب صناعي متكامل بالتعاون مع مجموعة من الشركاء العالميين الساعين إلى الاستفادة من الفرص الاقتصادية الواعدة التي توفرها.