الجزائر “تتعهّد” بتعويض الخضر المغربية في الأسواق الموريتانية في التفاصيل، يواصل نظام الكابرانات “خرجاته” العجيبة الغريبة “تفاعلا” مع أيّ شأن يهمّ المغرب،
ولو كان يتعلق بالخضر، التي لا يجد منها الجزائريون حتى ما يسدّون به الرّمق.
آخر “طرائف” هذا النظام، الذي صار ينافس نفسه في إضحاك العالم عليه دخوله على خطّ قرار المغرب منع تصدير بعض الخضر إلى دول غرب إفريقيا،
في إطار سعيه إلى تأمين حاجيات أسواقه الوطنية أولا، بعد تسجيل ارتفاع في أسعار جلّ المنتجات الفلاحية.
مبعث السّخرية في الأمر أن “القوة الضّاربة” أبدت استعدادها لـ”تصدير” أية مادة يودّ الموريتانيون استيرادها من الجزائر..
ويقصد نظام “الكراغلة” بذلك طبعاً الخضر، التي قرّر المغرب “قطع” تصديرها لمواجهة أزمة الغلاء التي يشهدها مؤخرا.
ولكُم أن تتخيّلوا درجة “الخرَف” التي بلغها عسكر الجارة المساكين وهم يصرّحون بمثل هذه “الحماقات” التي لا يتقبّلها عقل..
فكيف لبلد يصطفّ مواطنوه كلّ يوم بالآلاف في طوابيرَ من أجل حفنة سميد أو قطرات زيت أو حبّة “بَطاطا” أن يُصدّر هذه المواد إلى الخارج، بما فيها الخضر؟!..
في كلّ الأحوال، هذا ما أكّده وزير التجارة والصناعة والسياحة الموريتاني (لمرابط ولد بناهي) الذي يبدو أنه ربّما صدّق فعلا أن الجزائر،
بإمكانها سدّ النقص في تزويد أسواق بلاده من الخضر الذي سيسبّبه توقّف المغرب عن تصديرها.
بل إن هذا الوزير ذهب بعيداً في تصديقه لمزاعم “القوة الضّاربة”،
إذ قال إن “هذه العوامل تشكّل مصدر طمأنة على أنّ الخضر لن تنفد خلال رمضان ولا بقية السنة”.
وإذا كان ممكنا أن بلاده قد بدأت بالفعل في استيراد الطماطم من السّنغال، مثلا، أو من دول أخرى غير المغرب،
فإنّ “المُحال”، الذي ربّما لا يعرفه هذا المسؤول الموريتاني هو أن “تصدّر” له دولة ليس في أسواقها حتى ما يكفي مواطنيها أنفسهم..
وإذا كانت حكومة بلاده مسؤولة عن توفير هذه المواد بصورة دائمة وتبذل “جهدا خاصا” في سبيل ذلك في رمضان،
فإن ما على “ولد بناهي” هذا استيعابه هو أنه لا يمكنه أن يعوّل على بلاد “الكراغلة” في شيء من هذا..
خضر الجزائر.. لا تكفي والمغرب لم يقرر
وفي الوقت الذي صرّح المسؤول الموريتاني بأن السّلطات المغربية ما زالت لم تبلغهم رسمياً بعدُ بوقف تصدير الخضر إلى الأسواق الموريتانية،
فإن عليه أن يبحث عن حلول في بلدان أخرى غير بلد “الكابرانات”..
فهؤلاء يستطيعون أن يوزّعوا التعهّدات يميناً وشمالاً حتى لو كانوا يعرفون أن تحقيقها مستحيل فقط لأنّ اسم “المْرّوك” قد ظهر في الصّورة..
في غضون ذلك، وبالعودة إلى أرض الواقع، بعيدا عن هذيان “كراغلة” الجزائر،
صرّح محمد الزّمراني، رئيس الجمعية المغربية للمُصدرين إلى إفريقيا،
بأن الحكومة المغربية حظرت تصدير البصل والبطاطس والطماطم إلى البلدان الإفريقية كـ”إجراء لمواجهة ارتفاع أسعار المواد الغذائية” في الدّاخل.
وتابع أنّ تعليق صادرات الطماطم إلى دول الغرب الإفريقي ستسبب “خسائر فادحة” للفلاحين المغاربة، كما ستؤثر على سمعتهم.
وقرّرت الحكومة، إثر اجتماع جمع المُختصّين بوزير الفلاحة (محمد صديقي) وفق المتحدّث ذاته،
السماح للشاحنات المحملة بالطماطم المتوقفة عند معبر “الكركرات” بمواصلة رحلتها إلى الجارة الموريتانية.